والكتابة غير السمع.
والمتلوُّ والمقروء والمحفوظ والمكتوب والمسموع واحدٌ، ولهذا لو قال:
واللهِ لا قرأت القرآن ثم سمعه من غيره لم يحْنَث، وهكذا لو قال: واللهِ
لا حفظت القرآن ثم كتبه أو قرأه أو سمعه من غير أن يحفظه لا يَحْنث، فدلّ
ذلك على تغاير الكتابة والقراءة والحِفْظ والسمع. والله أعلم.
(قَرِّي عَيْنًا) :
أي طيبي نفساً لما فعل اللَّهُ لكِ من ولادة نَبئ
كريم، أو من تيسير المأكول أو المشروب، كقولك: قرِرت به عيناً أقَرّ بالكسر في الماضي والفتح في المضارع، وقرَرت بالمكان بالفتح في الماضي، والكَسر في المضارع.
(قَرْضًا) :
سلفاً، والفعل منه أقرض يقرض.
(قلنا) :
مذهب العرب إذا أخبر الرئيس منها عن نفسه قال: قلنا وفعلنا وصنعنا، لعلمه أن أتباعه يفعلون بأمره كفعله، ويَجرون على مثل أمره، ثم كثر الاستعمال بذلك حتى صار الرجل من السوقة يقول فعلنا وصنعنا.
والأصل ما ذكرت.
(قُرُوء) :جمع قرء، وهو مثترك في اللغة بين الطهر والحيض، فحَمَلَه مالك والشافعي على الطهر لإثبات التاء في ثلاثة، فإن الطهر
مذكر والحيض مؤنث، ولقول عائشة رضي الله عنها: الأقراء هي الأطهار.
وحمَلَه أبو حنيفة على الحيض، لأنه الدليل على براءة الرحم، وذلكَ مقصود
العِدَّة، فعلى قول مالك والشافعي تنقضي العدة بالدخول في الحيضة الثالثة، إذا طلقها في طُهْرِ لم يمسها فيه، وعند أبي حنيفة بالطهر منها.
(قرْبان) :
ما يتَقرَّب به إلى الله عز وجل مِنْ ذبح وغيره، والقُرْبة هي الطاعة، ومن شرطها العلمُ بالمتقرب إليه، فمحال وجود القُربة قبل العلم بالمعبود والنظَر والاستدلال المؤدّيين إلى معرفته عزّ وجل، فهو واجب وطاعةٌ له، فكل قربة طاعة، وليست كل طاعة قُرْبة، لأن الصلاة في