اللسان، وصدق في الأعمال، فصدق العَزْم تجديد الإرادة، وصدق اللسان محاسبة النفسِ قَبْل إطلاق القول، وصدق الأعمال ركوبُ الجهد بترك العادة النفسية.
فآفَةُ صدقِ العزم العجز، وآفة صدق اللسان المعارضة، قال تعالى في بعض
كتبه: إذا استوَتْ أقدام الأنبياء في الآخرة في صفّها أسأل الصادقين عن
صدقهم، فتحتاج إذ ذاك الأنبياء إلى عفوي، وأقدم حبيبى أمامَهم بخطوة
الصدق الذي أتى به بارزا على جميع الأنبياء، وهو مقام الوسيلة الذي وعدتُه
بنَيْلِه، ولا سؤالَ أعظم من سؤال الصادقين عن صدقهم، لأني أطالبهم بصدق الصدق، وقد عجز المخلوقون أجْمَعُ عن الصدق، فكيف يجيبون عن صِدْقِ الصدق.
اللهم لا حيلةَ لنا في الوصول إلى منزل الصدق عندك إلا باطِّراح أنفسنا
قولاً وفِعْلاً، لأنكَ أنْتَ أنت ونحن نحن، َ ولا بدّ لنا منك، فارحم ذلَّنَا بين
يديك يا أرْحمَ الراحمين..
(يظَاهِرون منكم مِنْ نَسائِهم) :
بالتشديد والتخفيف بحذف الألف وإثباتها مع التخفيف، ومعناهما واحد، وهو أن يقول الرجل لامرأته: أنْتِ عليَّ كظهْرِ أمّي، ويجري مجرى ذلك عند مالك تشبيه الزوجة بكل امرأةٍ محرَّمةٍ على التأبيد، كالبنت والأخت وسائر المحرمات بالنسب والمحرمات بالرضاع، والمحرمات بالصهر، سواء ذكر لفْظَ الظّهْر أو لم يذكره، كقوله: أنتِ عليَّ كأمي، أو كبطن أمي، أو يدها أو رجلها، خلافاً للشافعي، فإنَّ ذلك كلَّه ليس عنده بظِهَار، لأنه وقف عند لفظ الآية.
وقاس مالك عليه، لأنه رأى أن القصد تشبيه حلال بحرام.
(يَتَمَاسَّا) :المراد بالمسيس هنا الوطء، وما دونه من اللمس، والتقبيل، فلا يجوزُ للمظاهر أنْ يفعلَ شيئاً من ذلك حتى يكفِّر.
وقال الحسن والثوري: أراد الوطء خاصة، فأباحوا ما دونه قبل الكفَّارة.
وذكر الله قوله: (قبل أن يَتَمَاسَّا) في التحرير والصوم، ولم يذكره في الإطعام.