وفي الحديث: الخير معقود في نواصي الخيل.
وقيل المال.
وهذا يختلف بحسب الاختلاف في القصة.
فأما الذين قالوا إن سليمان عقر الخيْل لما اشتغل بها حتى فاتته الصلاة.
فاختلفوا في هذا على ثلاثة أقوال: الأول وهو الذي قدمناه.
وأحببت بمعنى آثرت، أو بمعنى فِعْلٍ يتعدى بعَنْ، كأنه قال: آثرت حب الخير فشغلني عن ذكر ربي.
والآخر أن الخيل هنا يراد به المال، لأن الخيل وغيرها مال، فهو كقوله
تعالى: (إنْ ترَكَ خَيْراً) ،: أي مالا.
والثالث أن المفعول محذوف وحب الخير مصدر، والتقدير أحببت هذه الخيل
مثل حب الخير، فشغلني عن ذِكر ربي.
وأما الذين قالوا إنه كان يصلِّي فعُرضت عليه الخيل فأشار بإزالتها، فالمعنى
أنه قال: أحببت حبَّ الخير الذي عند الله في الآخرة بسبب ذكر ربي، فشغلني ذلك عن النظر إلى الخيْل.
(أكفِلْنيها) ضُمَّها إليّ، واجعلني كافلها، أي تلزم نفسي حياطتها، وأصله
اجعلها في كفالتي. وقيل اجعلها كِفْلي، أي نصيبي.
(أتْرَاب) أقران، واحدها ترْب، يعني أن أسنان الآدميات وأسنانَ
أزواجهنّ سواء، من سن ثلاثين سنة والطول ستين ذراعا.
وأما الحور العين فعلى حسب ما تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين.
(أشرقت الأرض) أضاءت.
(أمَتّنَا اثنَتَيْن وَأحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْن) ، هذا كقوله: (وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) .
فالموتة الأولى عبارة عن كونهم عدماً، أو كونهم في الأرحام، أو في الأصلاب. والموتة الثانية الموتة المعروفة.
والحياة الأولى حياة الدنيا.
والحياة الثانية حياة البعث في القيامة.