والخطاب للمسلمين.
ومعنى فئتين أي طائفتين مختلفتين، وهو منصوب على الحال.
والمراد بالمنافقين هنا ما قال ابن عباس إنها نزلت في قوم كانوا بمكة مع
المشركين، فزعموا أنهم آمنوا ولم يهاجروا، ثم سافر قوم منهم إلى الشام
بتجارات، فاختلف المسلمون هل يقاتلونهم ليغْنَمُوا تجارتهم، لأنهم لم يهاجروا، أو هل يتركونهم لأنهم مؤمنون.
وقال زيد بن ثابت: نزلت في المنافقين الذين رجعوا عن القتال يوم أحُد.
فاختلف الصحابة في أمرهم.
ويرد هذا: حتى يهاجروا.
(مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) ، أي لا تكسبنّكم عَدَاوتي أن يصيبكم مثل عذابِ الأمم
المتقدمة، وإنما قَرُب قوم لوط منهم لأنهم كانوا أقرب الأمم الهالكة إليهم.
ويحتمل أن يريد في البلاد.
(ما أغْنَتْ عنهم آلِهتهم التي يَدْعُون من دونِ الله مِنْ شي) .
حجة على التوحيد، ونفي للشرك، لو عقلوا.
(مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) :
فيه وجهان:
أحدهما - أن يُراد بها سموات الآخرة وأرضها، وهي دائمة أبدًا.
والآخر أن يكون عبارة عن "التأبيد، كقول العرب: ما لاح كوكب، وما ناح الحمام، وشبه ذلك، مما يُقصد به الدوام.
وفي هذا الاستثناء ثلاثة أقوال:
قيل: إنه على طريق التأدّب مع الله، كقولك: إن شاء الله، وإن كان الأمر
واجباً.
وقيل المراد زمان خروج المذْنبين من النار، ويكون (الذين شَقُوا) ، على هذا يعُمُّ الكفار والمذنبين.