(أَفَمَنْ وَعَدْنَاه وَعْداً حَسَناً) :هذه الآية إيضاح لما قبلها
من البَوْنِ بين الدنيا والآخرة.
والمراد بمن وعدناه المؤمنون، وبمن متعناه الكافرون.
وقيل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأبو جهل.
وقيل حمزة، وأبو جهل.
والعموم أحسن لفظاً.
(ماذا أَجَبْتئم المرْسَلِين) :
أي هل صدقتموهم أو كذبتموهم، فلا يدرون جواباً، لما يرون من الأهوال، ولا يسأل بعضهم بعضاً لتساويهم في الحيرة.
(ما يشاء ويختار) ، أي يخلق ما يشاء من الأمور على
الإطلاق، لأنه أعلم بمصالحها، لا يسأل عما يفعل.
وقيل سببها استغراب قريش لاختصاص نبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - بالنبوّة.
(ما كان لهم الخِيرَة) : (ما) نافية.
والمعنى ما كان للعباد اختيار، إنما الاختيار والإرادة للهِ وحده، فالوقفِ على قوله: ويختار.
وقيل: إن (ما) مفعول لـ (يختار) .
ومعنى (الخِيَرة) على هذا الخير والمصلحة.
وهذا يجري على قول المعتزلة، وذلك ضعيف لرفع (الخِيَرة) على أنها اسم كان، ولو كانت (ما) مفعولة لكان اسمها مضمراً يعود على (ما) وكانت.
(الخِيَرة) منصوبة على أنها خبر كان.
وقد اعتذر عن هذا مَنْ قال إن (ما) مفعولة بأنْ قال: تقدير الكلام يختار ما كان لهم (الخِيَرة) فيه، ثم حذف الجار والمجرور، وهذا ضعيف.
وقال ابن عطية: يتجه أن تكون (ما) مفعولة إذا قدرت كان تامة، ويوقف
على قوله. (ما كان) ، أي يختار كل كائن، ويكون لهم الخيرة جملة مستأنفة، وهذا بعيد جدا.
(ما إنَّ مَفَاتِحَه) :
هي التي يفتح بها.
وقيل هي الخزائن.
والأول أظهر.
وكانت مفاتيح خزائنه حمل مائة بعير.
وفي رواية سبعين بعيراً (1) .