قال مجاهد: وكان وزن كل مفتاح درهما.
وفي رواية وزن نصف درهم.
ويفتح بكل مفتاح سبعون باباً.
فلما جمع المال ترك النوافلَ من العبادات، فأمر
الله تعالى موسى أن يطلب منه زكاةَ أمواله، فحسب مقدارَ زكاته فرآه كثيراً، فلم يؤدّه، وكان يركب عنده ألف غلام وألف جارية بسروج من ذهب، وثيابهم من ذهب (1) .
(مكانَه بالأمْسِ) :
تمنّى بنو إسرائيل مكانَ قارون لما رأوا من مركبه، وما أعطاه اللَّهُ من الزينة والحشم، فلما امتنع قارون من الزكاة
ألحَّ عليه موسى، فقال له: اجمع أهل مصر غداً، فإن غلبتني بالحجة أعطيتك
زكاة المال.
فدعا قارون امرأةً ذات حسن وجمال، وقال لها: إني أجمع بني
إسرائيل، فإن شهدت على موسى بالفسق، وقلتِ أنا حاملة منه أعطيتك ما
أغنيك، فقبلت.
ثم جمع قارون بني إسرائيل في داره، ودعا موسى، فقالت بنو إسرائيل: عِظْنَا موعظةً.
فوعظهم، وقال: من سرق مالاً قطِعت يده، ومن زنى بامرأة قتل.
فقال قارون: إن فعلتَ ما قلت فكيف الحكم عليك، فقال موسى:
إن فعلتُ وجب عليَّ الحكم.
فقال قارون: لي شاهد بأنك زنيت بهذه المرأة وهي حامل منك.
فأشار إليها وقامت، وأوقع الله الرعْبَ في قلبها، وحوَّل لسانها من
الكذب إلى الصدق، وقالت: إن موسى بريء مما يقوله قارون - وأقرَّتْ بقول قارون لها، وإني أخاف الله من ذلك، هو رسوله وكليمه.
فغضب موسى عليه وناجى واشتكى من قارون، فجاءه جبريل وقال: يا
موسى، إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: جعلت الأرض في أمرك فأي شيء تأمرها فهي مطيعة لك في إهلاك قارون.
فرجع موسى إليه وهو جالس على السرير متّكئاً على فراش من ديباج، فضرب موسى عصاه على الأرض، وقال لها: خذِيه، فأخذَتْه إلى ركبتيه، فتضرع إلى موسى فلم يلتفت إلى قوله، وهو يستغيث إليه مراراً، ويعرض عنه، فقال الله له: يا موسى، استغاث بك أربع مرات فلم تغثه، وعِزَّتي وجلالي لو استغاث بي مرةً واحدة لأغَثْته، فحينئذ قام