فالمتصاممون قلوبهم منكرة، فذِكْره عقَيب الإيمان يشعر بعِليتِه له، فهو دليل على أنهم سمعوا فلم يؤمنوا بالآخرة، ولو لم يكن معلّقاً على الإيمان لما ذكره بعده.
(مفْرَطون) :
بكسر الراء والتخفيف من الإفراط، أي متجاوزون الحدَّ في المعاصي.
وبفتح الراء والتخفيف، من الفَرْط، أي يعجلون إلى النار.
وبكسر الراء والتشديد من التفريط.
(مُنْكَر) :
هو أعمُّ من الفحشاء، لأنه يعمُّ جميع المعاصي.
(ملِئْتَ منهم رُعباً) : الضمير لأصحاب الكهف، وضمير
الخطاب لنبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -، يعني أنك يا محمد لا تستطيع النظر إليهم لما ألبستهم من الهيبة، فإذا كان القويّ الجأش لا يستطيع النظر إليهم فكيف يَدَّعي غيره رؤيتهم.
(ملْتَحَدا) : أي ملجأ تميل إليه فتجعله حرزاً.
(مُهْل) : هو بلسان أهل المغرب.
وقيل بلغة البربر:
درْدِىّ الزّيْتِ إذا انتهى حرّه، وروي هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل: هو ما أذيب من الرصاص وشبهه.
(مُرْتَفقا) : هو شيء يرْتَفق به.
وقيل يُرتفق عليه من الارتفاق، بمعنى الاتّكاء.
(مُنْقَلَبا) : أي مرجعاً، وهذا قول المؤمن لأخيه الكافر.
أي إن كان هذا على سبيل الفرض والتقدير كما يزعم أخي لأجدن في الآخرة خيرا من جنّتي في الدنيا.
وقرئ خير منهما بضمير الاثنين للجنتين، وبضم الواحدة للجنة.
(مقْتَدِراً) : من أسماء الله، ومعناه مَنْ له القُدرة والقوةُ
والعظمة والكبرياء، وإنما يوصف بذلك تعظيما، فكلّ مقدور معلوم، وليس كل معلوم مقدوراً، لأن المحالات كلها معلومة للقديم سبحانه، وليست بمقدورة له،