فى كونها آية مستقلة أنزلت للفصل بين السور مرة واحدة، أو هى آية من سورة الفاتحة، ومن كل سورة ... إلخ.
ويرى البعض «ومنهم ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وسعيد بن خبير والشافعى وأحمد فى أحد قوليه» أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة لأن السلف أثبتوها فى المصحف مع الأمر بتجريد القرآن مما ليس منه، ولذا لم يكتبوا «آمين»، فثبت بهذا أن البسملة جزء من الفاتحة ومن كل سورة.
ويرى آخرون أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولا من غيرها من السور وقالوا إنها آية فذة (١) من القرآن أنزلت للفصل والتبرك للابتداء بها. ومن حججهم أنها لو كانت آية من الفاتحة ومن كل سورة لما اختلف الناس فى ذلك، ولما اضطربت أقوالهم فى كونها آية من كل سورة، أو من الفاتحة فقط (٢).
(إضافة): وقد انبنى على ذلك خلاف بين العلماء أيضا في وجوب قراءتها في الصلاة وفي وجوب الجهر أو الإسرار بها. وتحقيق القول في ذلك مرجعه إلي كتب الفقه، وإلى كتب التفاسير التي عنيت بتفسير آيات الأحكام.
لماذا لم تذكر البسملة عند بدء سورة براءة (التوبة)؟
ذكر القرطبى فى تفسيره أقوالا خمسة فى سبب سقوط البسملة من أول سورة التوبة، وبعد أن فند تلك الأقوال الخمسة داحضا ما جاء بها من حجج أعلن عن رأيه الذى يراه هو فقال: «والصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل- عليه السّلام- ما نزل بها فى هذه السورة (٣).
(١) فذة: مفردة مستقلة.
(٢) التفسير الوسيط: د. محمد سيد طنطاوى، ج ١ ص ١٧
(٣) تفسير القرطبى ج ٨ ص ٦١ طبعة دار الكتب المصرية سنة ١٣٥٧ هـ/ سنة ١٩٩١ م، وقد رجح المحققون من العلماء هذا القول الذى ذكره القرطبى، ومن هؤلاء الفخر الرازى فى تفسيره ج ١٥ ص ٢١٦ طبعة عيسى الحلبى. وقد أفرد الدكتور محمد سيد طنطاوى فى تمهيده بين يدى تفسير سورة «التوبة» أربع صفحات لمناقشة وتفنيد أقوال العلماء حول أسباب سقوط البسملة من أول سورة «التوبة» ولمن شاء الاستزادة الرجوع إلى التفسير الوسيط ج ٦ ص ١٨٠: ١٨٣.