فإن قلت: كيف جاز اقتران الخبر هاهنا بـ (أن) المصدرية مع أنه يلزم منه الإخبار عن اسم العين المصدر؟.
قلت: يجوز مثل ذلك على المبالغة، أو حذف المضاف، كأنه قيل: عسى أمر زيدٍ أن يقوم.
والأولى: جعل (أن) بصلتها مفعولا به على إسقاط الجار، والفعل قبلها تام.
قال سيبويه: (تقول: عسيت أن تفعل كذا، فأن هاهنا بمنزلتها في قولك: قاربت أن تفعل، أي قاربت ذاك، وبمنزلة: دنوت أن تفعل. واخلولقت السماء أن تمطر. أي لأن تمطر، و (عسيت) بمنزلة (اخلولقت السماء). فهذا نص منه على أن (أن) تفعل بعد عسى ليس خبرًا.
والحق أن أفعال المقاربة ملحقة بـ (كان) إذا لم يقترن الفعل بعدها بـ (أن) أما إذا اقترن بها فلا.
وأما أفعال المقاربة في الإمكان فيجوز في الفعل الذي بعدها اقترانه بـ (أن)، وتجرده منها، إلا أن الأعرف تجرده بعد (كاد وكرب) نحو: (كادوا يكونون عليه لبدًا).
٦٠ الجن /١٩ // وقال الشاعر: من الخفيف
١٢٤ - كرب القلب من جواه يذوب ... حين قال الوشاة هند غضوب
وقد يقترن بـ (أن) بعدها، كقول عمر - رضي الله عنه -: (ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب).
ومثله قول الشاعر: من الطويل
١٢٥ - أبيتم قبول السلم منا فكدتم ... لدى الحرب أن تغنوا السيوف عن السل