وقول الآخر في كرب: من الطويل
١٢٦ - سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما ... وقد كربت أعناقها أن تقطعا
ومثله: من الرجز
١٢٧ - قد برت أو كربت أن تبورا ... لما رأيت بيهسا مثبورا
ولم يذكر سيبويه في كرب إلا تجريد خبرها من (أن) فلذلك قال الشيخ:
ومثل كاد في الأصح كربا ... ..
وأما أوشك فالأمر فيها على العكس من (كاد)، قال الشاعر: من الطويل
١٢٨ - ولو سئل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
وقد يقال: أوشك زيد يفعل. والوجه: أوشك زيد أن يفعل.
وأما أفعال الشروع فلا يقترن الخبر بعدها بـ (أن) لأنها للإنشاء، فخبرها حال، فلا يجوز أن تصحبه (أن)، لأنها لا تدخل على المضارع إلا مستقبلا، تقول: أنشأ السائق يحدو، وطفق زيد يعدو، وجعلت أفعل، وأخذت أكتب، وعلقت أنشئ؛ بتجريد الخبر من (أن) لا غير.
١٧٠ - واستعملوا مضارعًا لأوشكا ... وكاد لا غير وزادوا موشكا
جميع أفعال المقاربة لا تتصرف، ولا يستعمل منها غير مثال الماضي إلا (كاد وأوشك).