(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنةٍ) الأعراف /١٨٤، (يسألون أيان يوم الدين) الذاريات /١٢، (ويستنبئونك أحق هو) يونس /٥٣.
ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم: (أما ترى أي برق هاهنا) وقول الشاعر: من الطويل
١٩٥ - ومن أنتم إنا نسينا من انتم ... وريحكم من أي ريح الأعاصر
علق فيه (نسي) لأنه ضد (علم).
٢١٤ - لعلم عرفانٍ وظن تهمه ... تعدية لواحدٍ ملتزمه
الإشارة في هذا البيت إلى ما قدمت ذكره من أن أفعال هذا الباب إنما تعمل العمل المذكور إذا أفادت تيقن الخبر، أو رجحان وقوعه، أو تحويل صاحبه إليه، وإن كلا منها قد يجيء لغير ذلك فيعمل عمل ما في معناه.
فمن ذاك (علم) فإنها تكون لإدراك مضمون الجملة، فتنصب مفعولين، وتكون لإدراك المفرد، وهو العرفان، فتنصب مفعولا واحدًا، كما تنصبه (عرف) قال الله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا) النحل /٧٨. وقال تعالى: (لا تعلمهم نحن نعلمهم) التوبة /١٠١. وقد تكون أيضًا بمعنى انشقت الشفة العليا، فلا يتعدى إلى مفعول به، يقال: علم الرجل علمةً، فهو أعلم، أي: مشقوق الشفة العليا.
ومن ذلك (ظن) فإنها تكون لرجحان وقوع الخبر، فتنصب مفعولين، وتكون بمعنى اتهم، فتتعدى إلى مفعول واحد، تقول: ظننت زيدًا على المال، أي: اتهمته، واسم المفعول منه مظنون وظنين، قال الله تعالى: (وما هو على الغيب بظنين) التكوير /٢٤ أي: بمتهم.
وقد تقدم التنبيه على استعمال بقية أفعال هذا الباب في غير ما يتعدى به إلى ٧٩ مفعولين، فلا حاجة إلى الإطالة بذكره. //