٢١٥ - ولرأي الرؤيا انم ما لعلما ... طالب مفعولين من قبل انتمى
(الرؤيا) مصدر رأى النائم، بمعنى حلم؛ خاصة، فلذلك أضاف لفظ الفعل إليها، ليعرفك أن (رأي النائم) قد حمل في العمل على (علم) المتعدية إلى مفعولين، إذ كان مثلها في كونه إدراكًا بالحس الباطن، فأجرى مجراه، قال الشاعر: من الوافر
١٩٦ - أبو حنش يؤرقنا وطلق ... وعمار وآونة أثالا
أراهم رفقتي حتى إذا ما ... تجافي الليل وانخزل انخزالا
إذا أنا كالذي يجري لوردٍ ... إلى ألٍ فلم يدرك بلالا
فنصب بـ (أرى) الهاء مفعولا أولا، و (رفقتي) مفعولا ثانيًا على ما ذكرت لك. ولا يجوز أن تكون (رفقتي) حالا، لأنها معرفة، وشرط الحال أن تكون نكرة.
٢١٦ - ولا تجز هنا بلا دليل ... سقوط مفعولين أو مفعول
يجوز في هذا الباب حذف المفعولين، والاقتصار على أحدهما.
أما حذف المفعولين فجائز إذا دل عليهما دليل، كقوله تعالى: (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) الأنعام /٢٢. تقديره: الذين كنتم تزعمونهم شركاء، أو كان الكلام بدونهما مفيدًا، كما إذا قيد الفعل بالظرف، نحو: ظننت يوم الجمعة، أو أريد به العموم، كقوله تعالى: (وإن هم إلا يظنون) البقرة /٧٨، أو دل على تجدده قرينة، كقول العرب: (من يسمع يخل).
ولو قيل: ظننت مقتصرًا عليه، ولا قرينة تدل على الحذف، أو العموم، أو قصد التجدد لم يجز، لعدم الفائدة.
وأما الاقتصار على أحد المفعولين فجائز، إذا دل على الحذف دليل.
وأكثر النحويين على منعه قالوا: لأن المفعول في هذا الباب مطلوب من جهتين: من جهة العامل فيه، ومن جهة كونه أحد جزءي الجملة، فلما تكرر طلبه امتنع حذفه.