هذا بالنسبة إلى المفعول الأول، وأما غيره فلابد من نصبه، تقول: هذا معطي زيدٍ أمس درهمًا، وهذا ظان زيدٍ أمس منطلقًا، فتنصب (درهمًا ومنطلقًا) بإضمار فعل، لأنك لا تقدر على الإضافة.
وأجاز السيرافي نصبه باسم الفاعل الماضي، لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبهًا بمصحوب الألف واللام، وبالمنون.
وعندي: أن المصحح لنصب اسم الفاعل بمعنى المضي لغير المفعول الأول هو اقتضاء اسم الفاعل إياه، فلابد من عمله فيه قياسًا على غيره من المقتضيات، ولا يجوز أن يعمل فيه الجر، لأن الإضافة إلى الأول تمنع الإضافة إلى الثاني، فوجب نصبه لمكان الضرورة.
٤٣٦ - واجرر أو انصب تابع الذي انخفض ... كمبتغي جاهٍ ومالا من نهض
إذا اتبع المجرور بإضافة اسم الفاعل إليه فالوجه جر التابع على اللفظ، نحو: هذا ضارب زيد وعمرو، ويجوز فيه النصب.
فإن كان اسم الفاعل صالحًا للعمل كان نصب التابع على وجهين: على محل المضاف إليه، أو على إضمار فعل، وذلك نحو: (مبتغي جاهٍ ومالا من نهض) فتنصب (مالا) بالعطف على محل (جاه)، أو بإضمار (يبتغي)، ومثل هذا المثال قول الشاعر: من البسيط
٤٠٦ - هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد رب أخا عون بن مخراق
١٦٦ // وإن كان اسم الفاعل غير صالح للعمل كان نصب التابع على إضمار الفعل، لا غير، وذلك نحو قوله تعالى: (فالق الإصباح وجاعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا) الأنعام /٩٧ التقدير: جعل الشمس والقمر حسبانًا.
هذا إذا لم يرد بـ (جاعل) الليل حكاية الحال.
٤٣٧ - وكل ما قرر لاسم فاعل ... يعطى اسم مفعولٍ بلا تفاضل