المراد بالأول (فعال) وهو لما دل على امتناع، أو إباء، نحو: أبي إباءً وشرد شرادًا ونفر نفارًا.
والمراد بالثاني (فعلان) وهو للتنقل والتقلب كالجولان والطوفان والغليان والنزوان.
وأما (فعال) فهو للداء، نحو: سعل سعالا، وزكم زكامًا، ومشى بطنه مشاءً، وللأصوات أيضًا نحو: نعب الغراب نعابًا، ونعق الراعي نعاقًا، وأزت القدر أزازًا، وبغم الظبي بغامًا، وضبح الثعلب ضباحًا.
وأما (فعيل) فهو للسير، نحو: زمل زميلا، ورحل رحيلا، وللأصوات أيضًا. وكثيرًا ما يوافق (فعالا) كنعيب، ونعيق، وأزيز، وقد ينفرد عنه، نحو: صهل الفرس صهيلا، وصخد الصرد صخيدًا، إذا صاح، كما انفرد (فعال) في نحو: بغام، وضباح.
٤٤٦ - فعولة فعالة لفعلا ... كسهل الأمر وزيد جزلا
(فعولة) و (فعالة) مطردان في مصدر (فعل) نحو: سهل سهولة، وصعب صعوبة، وعذب عذوبة، وملح ملوحة، وصبح صباحة، وفصح فصاحة، وصرخ صراخة.
٤٤٧ - وما أتى مخالفًا لما مضى ... فبابه النقل كسخطٍ ورضا
١٦٨ // الأبنية المذكورة: إما من الكثرة بحيث يقاس عليه، وإما دون ذلك. وما جاء من أبنية المصادر مخالفًا لها فنظائره قليلة، تحفظ لتعلم، نحو: ذهب ذهابصا، ووقدت النار وقودًا، وشكر شكرانًا، وسخط سخطًا، ورضي رضًا، وعظم عظمة، وكبر كبرًا، ولم يخرج عن ذلك إلا (فعالة) فإنها قد كثرت في الحرف، نحو: تجر تجارة، ونجر نجارة، وخاط خياطة، ومنه: ولي عليهم ولاية، وسفر بيتهم سفارةً: إذا أصلح.
٤٤٨ - وغير ذي ثلاثةٍ مقيس ... مصدره كقدس التقديس
٤٤٩ - وزمه تزكيةً وأجملا ... إجمال من تجملا تجملا
٤٥٠ - واستعذ استعاذة ثم أقم ... إقامةً وغالبًا ذا التا لزم
٤٥١ - وما يلي الآخر مد وافتحا ... مع كسر تلو الثان مما افتتحا
٤٥٢ - بهمز وصلٍ كاصطفى وضم ما ... يربع في أمثال قد تلملما
لما فرغ من ذكر أبنية مصادر الفعل الثلاثي شرع في ذكر أبنية مصادر ما زاد على الثلاثة، فقال: