قال ابن خروف، بعد أن مثل بـ (حبذا زيد): (حب) فعل، و (ذا) فاعل و (زيد) مبتدأ، وخبره (حبذا) وقال: هذا قول سيبويه، وأخطأ عليه من زعم غير ذلك.
٤٩٤ - وأول ذا المخصوص أيا كان لا ... تعدل بذا فهو يضاهي المثلا
يقول: أتبع (ذا) المخصوص بالمدح أو الذم مذكرًا كان أو مؤنثًا، مفردًا أو مثنى أو مجموعًا، ولا تعدل عن لفظ (ذا) لأن باب (حبذا) جار مجرى المثل، والأمثال لا تغير، فتقول: حبذا زيد، وحبذا هند، وحبذا الزيدان، وحبذا الزيدون، وحبذا الهندات.
ولو طابقت بين الفاعل والمخصوص بالمدح قلت: حب ذي هند، وحب أولاء الزيدون، كما تقول: نعم المرأة هند، ونعم الرجال الزيدون، إلا أنه لما جرى مجرى المثل لم يغير، كما قالوا: (الصيف ضيعت اللبن).
وقال ابن كيسان: (ذا) من قولهم: (حبذا) إشارة إلى مفرد مضاف إلى المخصوص، حذف وأقيم هو مقامه، فتقدير: حبذا هند: حبذا حسنها.
وقد يحذف المخصوص في هذا الباب للعلم به، كما في باب (نعم) قال الشاعر: من الطويل
٤٤٠ - ألا حبذا لولا الحياء وربما ... منحت الهوى ما ليس بالمتقارب
وقد يذكر قبله أو بعده تمييز، نحو: حبذا رجلا زيد، وحبذا هندًا امرأة.
٤٩٥ - وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر ... بالبا ودون ذا انضمام الحا كثر
يعني: أنه قد يجيء فاعل (حب) المراد بها المدح غير (ذا)، وذلك على ضربين: ١٨٦ أحدهما: // مرفوع، كقولك: حب زيدٌ رجلا. والآخر: مجرور بالباء الزائدة، نحو: حب زيد رجلا.