(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أو الترحم نحو: (مررت بأخيك المسكين) أو التوكيد، كقولك: (أمس الدابر لا يعود) ومنه قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور نفخةً واحدةً) ١٩٢ الحاقة /١٣ //.
٥٠٨ - وليعط في التعريف والتنكير ما ... لما تلا كامرر بقومٍ كرما
النعت لابد أن يتبع المنعوت في إعرابه وتعريفه وتنكيره، سواء كان جاريًا على من هو له، أو على ما هو لشيء من سببه.
فلا تنعت النكرة بمعرفة، لئلا يلزم مخالفة الغرض المقصود بالنسبة، وهو المنعوت، فإن النعت إنما يجيء لتكميل المنعوت، فمتى كان معرفة عين مسمى المنعوت، وزال ما قصد فيه من الإبهام والشيوع.
فلا تنعت النكرة إلا بنكرة مثلها، كقولك: امرر بقومٍ كرماء.
ولا تنعت المعرفة بنكرة، صونًا لها من توهم طرآن التنكير عليها، وإنما تنعت بالمعرفة، كقولك: امرر بالقوم الكرماء. اللهم إلا إذا كان التعريف بلام الجنس فإنه لقرب مسافته من التنكير يجوز نعتها حينئذ بالنكرة الخصوصة. ولذلك تسمع النحويين يقولون في قوله: من الكامل
٤٥١ - ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فأعف ثم أقول ما يعنيني
أن (يسبني) صفة لا حال، لأن المعنى: ولقد أمر على لئيم من اللئام. ومثله قوله تعالى: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) يس /٣٧ وقولهم: ما ينبغي للرجل مثلك، أو خير منك أن يفعل كذا.
٥٠٩ - وهو لدى التوحيد والتذكير أو ... سواهما كالفعل فأقف ما قفوا
يجرى النعت في مطابقة المنعوت وعدمها؛ مجرى الفعل الواقع موقعه؛ فإن كان جاريًا على ما هو له رفع ضمير المنعوت وطابقه في الإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث، تقول: مررت برجلين حسنين، وامرأةٍ حسنةٍ، كما تقول: برجلين حسنا، وامرأةٍ حسنت.