وإن كان جاريًا على ما هو لشيء من سببه؛ فإن لم يرفع السببي فهو كالجاري على ما هو له في مطابقته المنعوت، لأنه مثله في رفعه ضمير المنعوت، وذلك قولك: مررت بامرأة حسنة الوجه، وبرجالٍ حسان الوجوه.
وإن رفع السببي كان بحسبه في التذكير والتأنيث، كما في الفعل، فيقال: مررت برجال حسنةٍ وجوههم، وبامرأةٍ حسنٍ وجهها، كما يقال: حسنت وجوههم، وحسن وجههًا، وجاز فيه رافعًا لجميع الإفراد والتكسير، فيقال: مررت برجل كريمٍ آباؤه، وكرامٍ آباؤه، وجاز فيه أيضًا أن يجمع جمع المذكر السالم، والمطابقة في التثنية، والجمع على لغة (أكلوني البراغيث) فيقال: مررت برجل حسنين غلمانه، وكريمين أبواه.
٥١٠ - وانعت بمشتق كصعب وذرب ... وشبهه كذا وذي والمنتسب
١٩٣ // المشتق: ما أخذ من لفظ المصدر للدلالة على معنى منسوب إليه.
فلو قال: (وانعت بوصفٍ مثل صعب وذرب) كان أمثل؛ لأن من المشتق أسماء الزمان والمكان والآلة، ولا ينعت بشيء منها، إنما ينعت بما كان صفة، وهو ما دل على حدث وصاحبه، كصعبٍ وذرب وضارب ومضروب، وأفضل منك، أو اسمًا مضمنًا معنى الصفة، إما وصفًا كاسم الإشارة، وذي بمعنى صاحب، أو بمعنى الذي، وكأسماء النسب، وإما استعمالا، كقولهم: مررت بقاع عرفج كله، أي: خشن.
٥١١ - ونعتوا بجملةٍ منكرا ... فأعطيت ما أعطيته خبرا
٥١٢ - وامنع هنا إيقاع ذات الطلب ... وإن أتت فالقول أضمر تصب
تقع الجملة موقع المفرد نعتًا، كما تقع موقعه خبرًا، إلا أنه لتأولها بالمفرد النكرة لا يكون المنعوت بها إلا نكرة، أو ما في معناها، كالذي في قوله: من الكامل
٤٥٢ - ولقد أمر على اللئيم يسبني ... .......................
على ما تقدم ذكره. ولابد في الجملة المنعوت بها من ضمير يربطها بالمنعوت، ليحصل بها تخصيصه كقولك: مررت برجلٍ أبوه كريم، وعرفت امرأةً يبهر حسنها. وقد يحذف الضمير للعلم به، كقوله: من الوافر
٤٥٣ - فما أدري أغيرهم ثناءً ... وطول العهد أم مال أصابوا