والثاني: كقول الشاعر: من الطويل
٤٥٩ - حمامة بطن الواديين ترنمي ... سقاك من الغر الغوادي مطيرها
والثالث: كقول الآخر: من الرجز
٤٦٠ - ومهمهين قذفين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين
قطعته بالسمت لا بالسمتين
ويجيء التوكيد المعنوي في الغرض الثاني بلفظ (كل وكلا وكلتا وجميع وعامة)
١٩٧ على ما يعرب عنه قوله: //
٥٢٢ - وكلا اذكر في الشمول وكلا ... كلتا جميعًا بالضمير موصلا
٥٢٣ - واستعملوا أيضًا ككل فاعله ... من عم في التوكيد مثل النافله
يعني أن الذي يذكر في التوكيد المقصود به التنصيص على الشمول، ورفع احتمال أن يراد باللفظ العام الخصوص هو الألفاظ المذكورة، مضافة إلى ضمير المؤكد، مطابقًا له.
فأما (كل) فيؤكد بها غير المثنى مما له أجزاء يصح وقوع بعضها موقعه، نحو قولك: جاء الجيش كله، والقبيلة كلها، والقوم كلهم، والنساء كلهن، فترفع بذكر المؤكد احتمال كون الجائي بعض المذكورين.
وأما (كلا وكلتا) فيؤكد بهما المثنى، نحو قولك: جاء الزيدان كلاهما، والهندان كلتاهما.