وأما (جميع وعامة) فإنهما بمنزلة (كل) معنًى واستعمالا، تقول: جاء الجيش جميعه أو عامته، والقبيلة جميعها أو عامتها، والقوم جميعهم أو عامتهم، والنساء جميعهن أو عامتهن.
وأغفل أكثر النحويين التنبيه على التوكيد بهذين الاسمين ونبه عليهما سيبويه.
وأنشد الشيخ شاهدًا على التوكيد بـ (جميع) قول امرأة من العرب ترقص ابنها: من الرجز
٤٦١ - فداك حي خولان ... جميعهم وهمدان
وكل آل قحطان ... والأكرمون عدنان
وقوله:
...................... ... .............. مثل النافله
بعد التنبيه على أن (عامة) من ألفاظ التوكيد بقوله:
واستعملوا أيضًا ككل فاعله ... من عم في التوكيد مثل النافله
يعني به: أن عد (عامة) من ألفاظ التوكيد مثل النافلة، أي: الزائد على ما ذكره النحويون في هذا الباب، فإن أكثرهم أغفله، وليس هو في حقيقة الأمر نافلة على ما ذكروه، لأن من أجلهم سيبويه؛ رحمه الله تعالى؛ ولم يغفله.
٥٢٤ - وبعد كل أكدوا بأجمعا ... جمعاء أجمعين ثم جمعا
٥٢٥ - ودون كل قد يجيء أجمع ... جمعاء أجمعون ثم جمع
يجوز أن يتبع (كله) بأجمع و (كلها) بجمعاء و (كلهم) بأجمعين و (كلهن) بجمع، لزيادة التوكيد، وتقريره، تقول: جاء الجيش كله أجمع، والقبيلة كلها جمعاء، والزيدون كلهم أجمعون، والهندات كلهن جمع، قال الله تعالى: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) الحجر /٣٠.
وقد يغني (أجمع وجمعاء وأجمعون وجمع) عن (كله وكلها وكلهم وكلهن) وهو قليل.