وقد يتبع (أجمع) وأخواته بـ (أكتع وكتعاء وأكتعين وكتع) وقد يتبع (أكتع) وأخواته بـ (أبصع وبصعاء وأبصعين وبصع) فيقال: جاء الجيش كله أجمع أكتع أبصع، ١٩٨ والقبيلة كلها جمعاء كتعاء بصعاء، والقوم كلهم // أجمعون أكتعون أبصعون، والهندات كلهن جمع كتع بصع.
وزاد الكوفيون بعد (أبصع) وأخواته أبتع وبتعاء وأبتعين وبتع. ولا يجوز أن يتعدى هذا الترتيب. وقد شذ قول بعضهم: (أجمع أبصع) وأشذ منه قول آخر: (جمع بتع). وربما أكدوا بأكتع وأكتعين، غير مسبوقين بـ (أجمع، وأجمعين) ومنه قول الراجز: من الرجز
٤٦٢ - يا ليتني كنت صبيًا مرضعا ... تحملني الذلفاء حولا أكتعا
إذا بكيت قبلتني أربعا ... إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا
وفي هذا الرجز إفراد (أكتع) عن (أجمع) وتوكيد النكرة المحدودة، والتوكيد بـ (أجمع) غير مسبوق بـ (كل) والفصل بين المؤكد والمؤكد، ومثله في التنزيل: (ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن) الأحزاب /٥١.
٥٢٦ - وإن يفد توكيد منكورٍ قبل ... وعن نحاة البصرة المنع شمل
مذهب الكوفيين أنه يجوز توكيد النكرة المحدودة، مثل: يوم وليلة وشهر وحول، مما يدل على مدة معلومة المقدار. ولا يجيزون توكيد النكرة غير المحدودة، كحين ووقت وزمان، مما يصلح للقليل والكثير، لأنه لا فائدة في توكيدها.
ومنه البصريون توكيد النكرة، سواء كانت محدودة، أو غير محدودة، وهذا معنى قوله:
........................ ... وعن نحاة البصرة المنع شمل
أي: عم، لما يفيد توكيده من النكرات، ولما لا يفيد. وقول الكوفييون أولى بالصواب، لصحة السماع بذلك، ولأن في توكيد النكرة المحدودة فائدة كالتي في توكيد المعرفة، فإن من قال: صمت شهرًا، قد يريد جميع الشهر، وقد يريد أكثره، ففي قوله احتمال. فإذا قال: صمت شهرًا كله، ارتفع الاحتمال، وصار كلامه نصًا على مقصوده.