لا يختلف الحال في بناء وزن (مفعول) مما لامه ياء فإنه يسلك به قياس مثله في الإبدال والإدغام وتحويل الضمة كسرة، وذاك قولك: (مرمي، ومحمي).
أما بناؤه مما لامه واو فيجوز فيه الإعلال نظرًا إلى تطرف الواو بعد أكثر من حرفين، والتصحيح أيضًا نظرًا إلى تحصن الطرف بالإدغام وذلك نحو: (معدى، ومعدو) فن قال معدى أعل حملًا على فعل المفعول، ومن قال معدو صحح حملًا على فعل الفاعل.
والتصحيح هو المختار، إلا فيما كان الفعل منه على (فعل) كـ (رضي) فإنه بالعكس، لأن الفعل إذ ذاك في بنائه للفاعل أو للمفعول قد أبدلت الواو فيه ياء، وحمل اسم المفعول على فعله في الإعلال أولى من التصحيح، قال الله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} الفجر/ ٢٨. وقال بعضهم: (مرضوة) وهو قليل.
984 - كذاك ذا وجهين جا الفعول من .... ذي الواو لام جمعٍ أو فردٍ يعن
إذا كان (فعول) مما لامه واو جمعًا؛ فأكثر ما يجيء معتلا وذلك نحو: (عصا وعصي، وقفا وقفي، ودلو ودلي). وقد يصحح نحو: (أبٍ وأبو، ونحوٍ ونحو، ونجو ونجو) والنجو: السحاب الذي هراق ماؤه، وإن كان فعول المذكور مفردًا فأكثر ما يجيء مصححًا نحو: (علا علوا، ونما نموا). وقد يعل نحو: (عتا الشيخ عتيًا) أي: بكر، و (قسا قسيًا) أي: قسوة.
985 - وشاع نحو نيم في نوم .... ونحو نيام شذوذه نمي
يجوز في (فعل) ما عينه واو التصحيح على الأصل كـ (نائم ونوم، وصائم وصوم) والإعلال أيضًا هربًا من الأمثال كـ (نيم، وصيم).
فإن جاء بالألف كـ (فعال) وجب تصحيحه لأن الألف باعدت العين من الطرف. وقد شذ الإعلال في قول الشاعر: من الطويل
698 - ألا طرقتنا مية بنة منذرٍ .... فما أرق النيام إلا كلامها
وإليه الإشارة بقوله:
............... .... ونحو نيامٍ شذوذه نمي.
أي: روي.