سورة البقرة ٢: ٩٣
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}:
مطلع هذه الآية يشبه الآية (٦٣) من سورة البقرة، فارجع إليها.
ويبدأ الاختلاف بقوله تعالى: {وَاسْمَعُوا}: سمع طاعة، واستجابة، وقبولاً؛ لا مجرد سماع بالأذن.
{قَالُوا سَمِعْنَا}: بأفواههم، أو ألسنتهم.
{وَعَصَيْنَا}: بأفعالهم؛ أي: لم يتمثلوا أوامر الله، ويطبقوا أحكامه.
أو {قَالُوا سَمِعْنَا} قولك: {وَعَصَيْنَا}: أمرك، أو {قَالُوا سَمِعْنَا}، ولكن لا سمع طاعة، وبدلاً من ندمهم على اتخاذهم العجل، تداخلهم حبه، حتّى أصبح يسري حبه في دمهم ولحمهم، كما يسري الماء بعد شربه إلى الأوعية الدموية؛ وذلك كله، بسبب كفرهم.
{قُلْ}: لهم: يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{بِئْسَمَا}: من أفعال الذم؛ أي: بئس هذا الإيمان، الذي تدَّعوه بالتوراة، الذي يأمركم، أو يدعوكم، لمثل هذا الحب.
{إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}: إن شرطية، وتدل على الشك في إيمانهم.
وإضافة حب العجل إلى إيمانهم هو تهكُّم بهم، واستنكار لفعلهم.