سورة الأعراف ٧: ٩٤
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِنْ نَّبِىٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}:
{وَمَا}: الواو: استئنافية، ما: النافية.
{أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ}: القرية: تمثل المدينة، أو العاصمة في زمننا الحاضر.
{مِنْ نَّبِىٍّ}: من: الابتدائية، استغراقية. في الآية إضمار: أيْ: فكذب أهلها النبي، ولم يصدِّقوه، ويؤمنوا به.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{أَخَذْنَا}: عاقبنا، أو أصبنا أهلها.
{أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ}: أي: البؤس، والفقر، والجدب، والقحط، والشدة، والمشقة؛ كالحرب، والدمار، والزلازل، والبراكين، والمجاعة العامة، والأوبئة والكوارث الجوية.
{وَالضَّرَّاءِ} المرض، ونقص في الأموال، والثمرات، والأنفس. وقيل: الضراء: مصيبة تصيب الإنسان نفسه مثل المرض، ونقص في الأموال، والأنفس، والثمرات، والبأساء: تصيب الجميع.
{لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}: لعلَّ: للتعليل، ولم يقل: يتضرعون. يضرعون: تدل على المبالغة في التضرع والكثرة، ويتضرعون طول التضرع، وكثرة العدد.
{يَضَّرَّعُونَ}: إظهار الضراعة؛ أي: الخضوع، والتذلل لله تعالى؛ بالدعاء، والطاعة، ويبدلوا ما بأنفسهم من استكبار وتكذيب، والبأساء، والضراء: وسيلتين لتنبيه الإنسان من غفلته، ويعود إلى منهج الله تعالى، ويصلح شأنه، أو وسيلتين للابتلاء، أيصبر، أم يشكر، وإذا استمر على كفره وشركه، ولم يتب، عندها يبدل الله مكان السيئة الحسنة، ويتركه وشأنه، ثم إذا ازداد بطره؛ أخذه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ.
ولمعرفة المزيد في الفرق بين {يَضَّرَّعُونَ}: و {يَتَضَرَّعُونَ}: فارجع إلى الآية (٤٢) من سورة الأنعام؛ للبيان.