سورة الأعراف ٧: ١٧٨
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}:
{مَنْ}: شرطية.
{يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى}: الفاء: تفيد التوكيد.
{فَهُوَ الْمُهْتَدِى}: ضمير منفصل؛ يفيد زيادة التوكيد.
{فَهُوَ الْمُهْتَدِى}: بزيادة الياء، ولم يقل: فهو المهتد.
والسبب في زيادة الياء؛ لأن هذا الذي كذب بآيات ربه، وانسلخ منها، واتَّبع هواه، واتبعه الشيطان، وأخلد إلى الأرض؛ يحتاج إلى زمن طويل؛ لكي يهتدي، فهدايته شاقة، وتحتاج زمن طويل، ولو كانت غير شاقة، ويمكن أن يهتدي بزمن قصير؛ لقال: فهو المهتد.
كما ورد في سورة الإسراء، الآية (٩٧): {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}.
وفي سورة الكهف، الآية (١٧): {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}.
وفي سورة الحديد، الآية (٢٦): {فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
فهذه الآيات جاءت في سياق الذي، أو الذين هدايتهم تحتاج إلى زمن أقصر، وأقل مشقة، وشدة.
{وَمَنْ يُضْلِلْ}: الله سبحانه لا يُضل أحداً، وأما إذا أراد العبد الضلال، وسار في طريق الضلال، وابتعد عن الحق، وعن الصواب، والصراط؛ فعندها يتركه الله تعالى وشأنه.
{فَأُولَئِكَ}: الفاء: رابطة لجواب الشرط، أولئك: اسم إشارة، ويفيد البعد، ويحمل معنى الذم، والتحقير، وعدم الأمل في التوبة.
{هُمُ الْخَاسِرُونَ}: هم: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد، والمبالغة في الخسارة؛ أيْ: إذا كان هناك خاسرون؛ فهؤلاء هم في مقدمة الخاسرين. ارجع إلى سورة النساء، آية (١١٩)؛ لمزيد من البيان.