سورة الأعراف ٧: ١٨٠
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
{وَلِلَّهِ}: الواو: استئنافية.
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}: تقديم الجار والمجرور، لفظ الجلالة، يدل على الحصر؛ أي: الأسماء الحسنى، هي قصراً، وحصراً لله وحده، ولا يسمَّى بها أحد من خلقه.
{الْحُسْنَى}: مؤنَّث الأحسن، ومعنى الحسنى: البالغة في الحسن والتفضيل هنا مطلق، وليس مقيداً.
مثال المطلق: الله الأفضل، بينما المقيد: الله أفضل من الآلهة، وهذه الأسماء الحسنى (٩٩) اسماً، كما جاء في الصحيحين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ، قال رسول الله: «إن لله تسعاً وتسعين اسماً».
{فَادْعُوهُ بِهَا}: الدعاء: هو السؤال؛ أيْ: تجعلها وسيلة لك عند الدعاء؛ فتقول مثلاً: يا حي، يا قوم، يا ذا الجلال والإكرام.
{فَادْعُوهُ}: الدعاء بها يتضمن معرفتها، والدعاء: دعاء عبادة تتعبد الله بها، مثلاً: الرحيم: مشتق من الرحمة، فتقوم بالأسباب التي تؤدِّي إلى الرحمة، أو دعاء المسألة؛ أي: التوسل بها.
{وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ}: اتركوا.
والإلحاد: من اللحد، وهو الميل، والإلحاد بها يشمل إنكار أيِّ شيء من أسماء الله، أو التغيير، أو التعطيل، والتكذيب، أو أن يسمِّي أحد نفسه بها، أو زيادة اسم، أو حذف اسم، أو أن نشتق منها أسماء للآلهة، والأصنام؛ كتسمية اللَّات من الله، والعُزَّى من العزيز.
{سَيُجْزَوْنَ}: السين للاستقبال القريب؛ أيْ: سيلقون جزاء هذا الإلحاد قريباً، وهذا تهديد ثانٍ، ووعيد لهؤلاء الذين يلحدون في أسماء الله، والتهديد الأول: هو قوله تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ}.
{مَا كَانُوا}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الذي، وما أوسع شمولاً.
{يَعْمَلُونَ}: يقولون، ويفعلون في الدنيا؛ لأن العمل يشمل: القول، والفعل.