سورة البقرة ٢: ١٠٣
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}:
{وَلَوْ}: حرف امتناع لامتناع.
{أَنَّهُمْ}: أي: اليهود.
{آمَنُوا وَاتَّقَوْا}: آمنوا بالتوراة، والإيمان الحق، وتركوا السحر، واتقوا الله؛ بامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، لاستحقوا الثواب العظيم، أو آمنوا برسول الله، أو القرآن.
{لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}: المثوبة هي الثواب على العمل الصالح، يقابلهما العقوبة على العمل السيِّئ، ومشتقة من ثاب: أي: رجع.
وكلمة مثوبة؛ مأخوذة من نفس معنى كلمة ثوب، وجمعه ثياب، والثياب؛ قد تصنع من الصوف، فكانوا قديماً؛ يأخذون أصواف الغنم، فيعطونها لغيرهم لتغزل، وتنسج ثوباً، ثم تعود الأصواف إلى أصحابها كثوب، ولذلك؛ سمِّيت المثوبة؛ لأنّ الخير يعود على صاحبه بالنفع.
والثواب يقال في الخير والشر، وفي الخير غالباً.
ومثوبة نكرة، ولكن قوله: {مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ}: تصبح أقرب إلى المعرفة.
وأصل الجملة: ولو أنهم آمنوا واتقوا لأثيبوا، ولكن أبدل لأثيبوا بمثوبة؛ فعبَّر بالجملة الاسمية، الّتي تفيد الثبوت والاستقرار بدلاً من الفعلية لأثيبوا.
{لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: أنّ ثواب الله خيرٌ مما تعلموا من السحر وليس عندهم أي علم حقيقي، ولأنّ ما ادعوا أنه علم (أي: السحر)، سيكون حُجة عليهم؛ لأنهم لم ينتفعوا بعلمهم، وخالفوا أمر الله وكتابه، واتبعوا أهواءهم.