سورة البقرة ٢: ١٠٤
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}:
{يَاأَيُّهَا}: أداة للنداء البعيد، والهاء للتنبيه.
{الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء للذين آمنوا، الّذين هم على طريق الإيمان، بأمرٍ جديد.
{لَا}: الناهية. {تَقُولُوا رَاعِنَا}: أي: راعنا سمعك؛ أي: اسمع لنا، ولا تعجل علينا، أو تأنَّ بنا، حتّى نفهم ما تقوله، ونحفظه، وتعني الرعاية؛ أي: تمهل بنا، وارفق بنا.
والسبب في نزول هذه الآية: أنّ المسلمين كانوا يقولون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! اسمع لنا، أو ترفق بنا، أو تمهل بنا.
وكلمة راعنا في اللغة العبرانية تعني: سباً قبيحاً، أو بمعنى اسمع لا سمعت، وقيل: هي من الرعونة؛ أي: الجهل والحماقة.
فلما سمع اليهود هذه الكلمة، أخذوا يخاطبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها، قاصدين بها السب، والاستهزاء، يقولون: يا محمّد راعنا، ويضحكون.
فجاء الأمر من الله سبحانه، بالنهي عن استعمال كلمة (راعنا)، لكي يحمي رسوله -صلى الله عليه وسلم-، من أي شتم، أو استهزاء، وأبدلها بلفظ آخر، هو {انظُرْنَا}.
{وَقُولُوا انظُرْنَا}: أي: تأنَّ علينا، أو أمهلنا، أو أنظر إلينا، أو انتظرنا.
{وَاسْمَعُوا}: إلى ما يأمركم به الله ورسوله، وإلى ما ينهاكم عنه سمع طاعة.
{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: اللام؛ لام الاستحقاق أو الاختصاص.
{وَلِلْكَافِرِينَ}، ومنهم: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ لمن أذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأساء إليه، وهذا تهديد ووعيد.