سورة الأعراف ٧: ١٩٠
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}:
{فَلَمَّا}: الفاء: للتعقيب. لما: ظرفية؛ بمعنى: حين.
{آتَاهُمَا صَالِحًا}: حصل المطلوب، ولكن النتيجة كانت بالعكس، فلم يحصل منهما الشكر الذي وعدا الله به، بل جعلا له شركاء، فيما أتاهما؛ أيْ: هذا الولد الذي آتاهما الله سبحانه؛ كان صالحاً، معافىً، صحيح الجسم، فكيف جعلا له؛ أيْ: لله -جل وعلا- شركاء، فيما أتاهما؟ هناك عدَّة تفاسير:
١ - أن هذه الآية نزلت في قصي، وهو جد من أجداد الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد طلب، أو دعا قصي هو وزوجته من الله أن يعطيه ذرية صالحة، فلما أعطاهما الذرية الصالحة سمَّاها بأسماء الآلهة؛ مثل: عبد مناف، عبد العُزى، وجعل لله شركاء في التسمية، والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
٢ - أو أن هذه الآية تعود إلى ذرية آدم حين تصبح الزوجة عاقراً، أو عقيمة غير قادرة على الإنجاب، ثم يشاء الله تعالى أن تحمل بالولد، ويظن أو يعتقد الأب والأم أن الولد الصالح الذي رُزِقا به كان بسبب أنهما ذهبا إلى قبر الولي فلان، ودعا عند قبره بأن يرزقهما الولد؛ فظنَّا أن الولي، أو الشيخ هو السبب فتعالى الله عما يشركون.
٣ - يجب الانتباه أن هذه الآية لا تتعلَّق بآدم وحواء، كما جاء في بعض كتب التفسير؛ فآدم وحواء لم يشركا بربهما، ولم يذكر اسم آدم أو زوجته في الآية أبداً.
{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}: والذي جعل له شركاء فيما آتاهما هما الزوجان الكافران، أو المشركان بالله تعالى؛ لكونهما أبدلا شكرَ الله على الولد المعافى (صالحاً) بالكفر والجحود.
{فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}: ترفع، وتقدس الله عما يشركون به من الأولياء، والأصنام، والمخلوقات.