سورة التوبة ٩: ٩
{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ}: اشترى: أخذ المادة المشتراة، ودفع الثّمن؛ أيْ: أخذوا الثّمن القليل (المال، أو الجاه)، ودفعوا الثّمن آيات الله (أيْ: إيمانهم)؛ لأنهم امتنعوا عن الاستماع إلى آيات الله (آيات القرآن)، ولذلك لم يؤمنوا فخسروا إيمانهم، ولو استمعوا؛ لآمنوا.
أسباب نزول هذه الآية: روي أنّ أبا سفيان كان يجمع الأعراب بين الحين والآخر على طعامه؛ ليكونوا في حِلفِه.
في هذه الآية يقول الحق سبحانه: {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}.
وفي الآية (٧٧) من سورة آل عمران يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}.
وفي الآية (١٧٧) من سورة آل عمران: {اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ}.
إذن: هم اشتروا المال، والكفر، ودفعوا آيات الله، أو عهد الله وأيمانهم ثمناً لذلك.
{ثَمَنًا قَلِيلًا}: وصف الثّمن بالقليل؛ لأن ليس هناك ما يساوي، أو أفضل من ثمن النّجاة من النّار، والفوز بالجنة؛ فمهما أخذوا من أموال طائلة؛ تبقى قليلة مقابل ما خسروا.
{فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ}: صدوا أنفسهم عن دين الإسلام، والإيمان، وصدوا غيرهم؛ أيْ: منعوهم من الدّخول في دين الإسلام، أو منعوا غيرهم من الوفاء بالعهد، أو منعوهم من طاعة الله، والتّقرب إليه بشتى الوسائل: بالتّعذيب، والاضطهاد، أو الرّشوة، ومنعهم من الاستماع إلى القرآن، واللغو حين تلاوته؛ حتّى لا يفهم منه شيئاً، أو يمنعون النّاس من الاتصال برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{إِنَّهُمْ سَاءَ}: للتوكيد، ساء: قبح، وساء من أفعال الذّم، وتعني: كذلك بئس.
{مَا}: اسم موصول، أو مصدرية؛ أيْ: بئس وقبح الّذي، أو بئس العمل عملهم.
{كَانُوا يَعْمَلُونَ}: يعملون: تضم الأقوال، والأفعال؛ أيْ: ساء، أو بئس ما يقولون، أو يفعلون.