سورة التوبة ٩: ٢٦
{ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}:
{ثُمَّ}: للترتيب، ترتيب الأحداث، وليس للتراخي في الزّمن.
{أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}: لو تأملنا في القرآن: لوجدنا أنّ الله سبحانه يأتي بذكر سكينته، وهاء الضّمير في سكينته: يعود على الله تعالى.
وقد لوحظ: أنه سبحانه حين يذكر الرّسول يذكر سكينته؛ تعظيماً للسكينة، وتشريفاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحين لا يذكر الرّسول في سياق الآيات يأتي بذكر السّكينة بدلاً من سكينته، فهذه سكينة عامة بالمؤمنين، وتلك سكينة خاصَّة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا}: أي ملائكةً لم تقاتل كما قاتلت في بدر، وإنّما كانت فائدتها: أنّها ثبتت قلوب المؤمنين، وألقت الرّعب في قلوب الكافرين.
{وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: بالقتل، والسّبي، والأسر، وخسارة الأموال، والأنعام يومها، وتكرار على رسول الله، وعلى المؤمنين: يفيد التّوكيد، وفصل كل منهما على حِدَةٍ.
{وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}: ذلك: اسم إشارة؛ للبعد، يشير إلى العذاب؛ جزاء الكافرين على كفرهم في الدّنيا: بالهزيمة، والقتل، والسّبي، وخسارة الأموال.
سورة التّوبة الآيات ٢٧ - ٣١