سورة التوبة ٩: ٧١
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}:
قال تعالى سابقاً: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ}، ويقول في هذه الآية: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}: هذا يسمَّى فنَّ المقابلة في علم البديع.
{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}: الولاية: مأخوذة من يليه؛ أيْ: صار قريباً؛ فالموالاة: المحبة، والمودة، والنّصرة، والقرب، والمعونة؛ كلّ مؤمن ينصر أخاه، وكلّ مؤمن هو ولي، وهو موالٍ في نفس الوقت.
الولاية؛ تعني: القرب (من يليه صار قريباً منه)، والنّصرة. ارجع إلى سورة المائدة، آية (٥)؛ لمزيد من البيان.
{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}: ارجع إلى الآية (٦٧) من نفس السّورة.
{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}: لأن الصّلاة؛ تعني: استدامة الولاء للخالق سبحانه، وإقامة الصّلاة تعني: بشروطها، وأركانها، وسننها، وأوقاتها، وهي عماد الدِّين.
{وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: ارجع إلى الآية (٤٣) من سورة البقرة؛ للبيان.
{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}:
{وَيُطِيعُونَ}: الطاعة: الاستجابة، والانقياد لمطلوب الشارع وهو الله سبحانه بما أمر به واجباً كان أم مستحباً. يطيعون: جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على التجدُّد، والتكرار؛ فهي طاعة تتكرَّر، وتتجدَّد، ومستمرة.
{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: ارجع إلى سورة آل عمران، آية (٣٢)؛ لمزيد من البيان.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة؛ يفيد البعد، والتّعظيم.
{سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}: السّين: للاستقبال القريب؛ تعني: الرّحمة قادمة لهؤلاء لا محالة، دائمة لا تنقطع، وإن تأخرت قليلاً، والرّحمة؛ تعني: جلب كل ما يسُر، ودفع ما يضر (أي: الوقاية)، وتعني: الإنعام.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التّوكيد.
{عَزِيزٌ}: غالب على أمره، لا يُغلب، عزيز ولا يُقهر، وممتنع، وقوي لا يعجزه شيء؛ له العزة جميعاً.
{حَكِيمٌ}: فيما يدبِّره في خلقه، وكونه، وحكيم تعني: الحاكم؛ فهو أحكم الحاكمين، وحكيم من الحكمة؛ تعني: أحكم الحكماء. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٢٩)؛ للبيان.