سورة التوبة ٩: ٧٣
{يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}:
{يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ}: ارجع إلى الآية (٦٤) من سورة الأنفال؛ للبيان. والخطاب موجَّه إلى أمته -صلى الله عليه وسلم-.
{جَاهِدِ الْكُفَّارَ}: جاهد بالقول والحُجَّة والقوَّة، الكفار: جمع كافر، والكفار: صيغة مبالغة، ولم يقل: الكافرين، الكفار: جمع تكسير؛ فهي تدل على أكثر عدد من الكافرين.
وكلمة الكفار: تشير عادة إلى عقيدة الكفر، والكافرين تشير إلى فعل الكفر، أو العمل.
{وَالْمُنَافِقِينَ}: جمع منافق: وهو الّذي يظهر الإيمان والإسلام، ويبطن الكفر. ارجع إلى الآية (١٣٨) من سورة النساء؛ لمزيد من البيان.
{وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}: الغلظة: الشّدة بالإنذار، وخشونة الجانب، وعدم الرّأفة، وعدم اللِّين معهم.
{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}: المأوى: مكان الاستقرار، والإقامة في الآخرة.
{جَهَنَّمُ}: اسم من أسماء النّار؛ مشتق من الجهومة؛ أي: الشيء المرعب، والكريه المنظر، وقد تعني: بعيدة القعر.
{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}: وبئس: من أفعال الذّم، والمصير: النّهاية؛ بئس النّهاية، أو المنتهى والإقامة.
وقدَّم الكفار على المنافقين في هذه الآية: التّقديم هنا من حيث الزّمن فالكفار جاؤوا قبل المنافقين، والنّفاق ظهر في المدينة بعد الهجرة، أو بسبب كثرة الكفر مقارنة بالنفاق.
وقد يقدِّم النّفاق على الكفر إذا كان سياق الآيات في المنافقين، وأعمالهم، وانتشار النّفاق وكثرته؛ كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا} النساء: ١٤٠.