سورة التوبة ٩: ١١٢
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}:
أوصاف تسعة لأهل البيع؛ أيْ: أهل الجنة:
{التَّائِبُونَ}: جمع تائب عن الشّرك، والنّفاق، والمعاصي. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦-١٨)؛ للمزيد من البيان.
{الْعَابِدُونَ}: المطيعون لأوامر الله، ونواهيه، عبادة مع المحبة، والإخلاص، والتّعظيم، والخشية.
{الْحَامِدُونَ}: لله في السّراء، والضّراء، والرّاضين بقضاء الله وقدره.
{السَّائِحُونَ}: جمع سائح من الفعل ساح في الأرض في طلب العلم الشّرعي، والدّعوة إلى الله سبحانه كما قال عكرمة، والسّائحون قد تعني: الصّائمين كما فسرها أبو هريرة وابن مسعود وابن عباس وعائشة –وقد تعني الجهاد في سبيل الله كما فسرها عطاء.
{الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ}: أي: المقيمون الصّلاة، والرّاكعون السّاجدون تشيران إلى كثرة السّجود، والركوع.
{الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}: المعروف: هو كلّ ما أمر به الشّرع، واستحسنه العقل، والعرف الصّحيح.
{وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ}: المنكر: هو ما يستقبحه الشّرع، ويمنعه، وما تستنكره العقول السّليمة؛ لمنافاة الأخلاق.
{وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ}: المحافظة على الأوامر؛ فلا يعتدوها، والبعد عن المنهيات؛ فلا يقربوها. تلك حدود الله فلا تعتدوها: تلك حدود الله فلا تقربوها.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}: بالجنة، والبشرى: من البشارة؛ ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ للبيان.
١ - انتبه إلى إدخال الواو فقط على: والنّاهون عن المنكر، والحافظون لحدود الله، الواو: تشير إلى الاهتمام، ولما كان النّهي عن المنكر، والمحافظة على حدود الله أصعب العبادات: أضاف لها الواو؛ تفريقاً عن غيرها من العبادات؛ لأنّها الأشد، وقد تكون سبباً للقتل، والإهانة.
٢ - الحافظون لحدود الله: اللام: لام الاختصاص، والتّوكيد.
٣ - كلّها صفات ثابتة لهم لا تتغيَّر، جاءت بالصّيغة الاسمية، وليست الفعلية.