سورة التوبة ٩: ١١٣
{مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}:
{مَا كَانَ}: ما: في القرآن تأتي على وجهين:
الوجه الأوّل: للنفي؛ مثال: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} آل عمران: ١٤٥، {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} النمل: ٦٠.
الوجه الثّاني: للنهي؛ مثال: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} الأحزاب: ٥٣، {مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} التّوبة: ١١٣.
{مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى}: أيْ: ما يصح للنبي، والّذين آمنوا:
{أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}: أن: حرف مصدري؛ للتعليل، والتّوكيد.
{يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}: من الاستغفار: وهو الدّعاء أن يغفر الله لآبائهم، أو ذويهم الّذين ماتوا وهم على الشّرك، أو الكفر.
{وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى}: لو: شرطية، ولو كان هؤلاء الآباء، والأمهات، أو غيرهم من النّاس أولي قربى: ذي قرابة تجمعهم رابطة الدّم، أو النّسب، أو الصّداقة.
{مِنْ بَعْدِ}: من: ابتدائية. بعد: ظرفية زمانية.
{مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ}: لهم: اللام: لام الاختصاص.
{أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}: أنّ: للتوكيد، أصحاب: الجحيم: ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ للبيان.
السّؤال هنا: كيف تبيَّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم؟
أيْ: تحققوا وتبيَّن لهم أن آباءَهم وذويهم أنّهم ماتوا على الشّرك، ولم يتوبوا عندها لا يجوز الاستغفار لهم، والدعاء.
و {الْجَحِيمِ}: اسم من أسماء النّار، أو دركة من دركاتها السّبع: جهنم، لظى، الحطمة، السعير، سقر، الجحيم، الهاوية.