سورة يونس ١٠: ٦٥
{وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}:
{وَلَا}: الواو: استئنافية؛ لا: النّاهية.
{يَحْزُنكَ}: الحزُن: بضم الزاي: هو ضيق في الصّدر مؤقت (له وقت محدَّد، وينتهي، ولو طال سنة، أو سنتين، أو أكثر).
أما الحَزَن: بفتح الزاي: فلا ينتهي أبداً إلا بالموت؛ إذن الحَزَن لا ينقضي، ولا يزول، حَزَنٌ دائم.
{قَوْلُهُمْ}: أنك ساحر، مجنون، مُفتر، كاذب، لست مرسلاً.
ويجب الوقوف في القراءة على: {وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ}؛ أما إذا لم يقف القارئ؛ فيكون معنى: {وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}: أيْ: قولهم: إن العزة لله جميعاً، وهو يُحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا غير صحيح، وباطل؛ لأنّهم هم لم يقولوا: إنّ العزة لله جميعاً أولاً، وثانياً: أن القول أن العزة لله جميعاً لا يحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{إِنَّ}: للتوكيد.
{الْعِزَّةَ}: القوة، والغلبة، والمنعة، والقهر؛ فهو لله سبحانه لا يُغلب، ولا يُقهر، والقوي الّذي لا يُحال بينه وبين مراده.
{لِلَّهِ جَمِيعًا}: اللام: لام الاختصاص، والملكية.
{جَمِيعًا}: للتوكيد.
{هُوَ}: ضمير منفصل؛ يفيد التّوكيد.
{السَّمِيعُ}: لكلّ ما يقال؛ صيغة مبالغة، كثير السّمع، يسمع كلّ ما يقوله عباده في السّر والعلن، وما يقولون جميعاً في آن واحد.
{الْعَلِيمُ}: صيغة مبالغة، عليم بكلّ ما يجري في كونه، وما يفعله خلقه، وما تخفي الصّدور، ولا تخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السماء.