سورة هود ١١: ٦٠
{وَأُتْبِعُوا فِى هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}:
فكان عاقبة جحودهم، وعصيانهم، واتباعهم أمر كلّ جبار عنيد: هي اللعنة.
واللعنة: تعني الإبعاد عن رحمة الله تعالى، والطّرد، وأُتْبعوا في هذه الدّنيا لعنة: لعنة أولى تمثلت بالرّيح العقيم، ويوم القيامة: اللعنة الثانية سوف تتمثل بعذاب النّار.
{أَلَا}: أداة تنبيه؛ لما بعدها من الكلام.
{إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ}: كفروا ربهم: تجمع كلّ أنواع الكفر؛ أنكروا وجوده، ونعمه، وهو أشد أنواع الكفر، لو قال: كفروا ربهم: لكان كفر مقتصر على الإيمان.
{أَلَا}: أداة تنبيه أخرى؛ لما بعدها من الكلام، والتّوكيد.
{بُعْدًا}: هلاكاً؛ يقال: بَعُدَ بُعْداً؛ بمعنى: هلك، أو بُعداً: أبعدهم الله، أو طردهم من رحمته؛ فلن تنالهم رحمة الله تعالى بعد ذلك. هناك بُعد بعَدهُ لقاء، وهناك: بُعد ليس بعده لقاء، وهي هنا تدل على أنّه بُعداً لا لقاء بعده؛ إلا يوم القيامة؛ بُعداً منصوبة على معنى أبعدهم الله فبعدوا بُعداً؛ أيْ: عن رحمته.
{أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}: أيْ: هلاكاً لعادٍ (قوم هود): توكيد؛ لأن قوم هود هم عاد، وهل هناك فرق بين بعُد: بضم العين، وبَعِدَ بكسر العين؟
العرب تستعمل بعُد: بضم العين في المكان. وبَعِدَ: بالكسر في الهلاك، ثمّ استعملوا بعُد: بالضم في الهلاك.