سورة هود ١١: ٦٣
{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّى وَآتَانِى مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ}:
{قَالَ يَاقَوْمِ}: قال صالح: يا قوم: نداء فيه تودُّد وحنان.
{أَرَءَيْتُمْ}: الهمزة همزة استفهام، تعجُّب، وتقرير، والرّؤية رؤية قلبية، أو فكرية؛ بمعنى: العلم، وبشكل مؤكَّد.
{إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّى}: إن: شرطية.
{كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّى}: البيِّنة: الحُجَّة الواضحة، والبرهان القاطع الدّال على وجوب عبادة الله وحده (ناقة الله لكم آية).
{وَآتَانِى مِنْهُ رَحْمَةً}: قدَّم منه على الرّحمة؛ لأنّ الكلام جاء في سياق قدرة الله، وعظمته، وليس في سياق الرّحمة؛ فقدَّم منه.
{مِنْهُ رَحْمَةً}: النّبوَّة، وقيل: الهداية إلى الله، وقيل: الإيمان والإسلام، وقد تشمل الكلّ؛ رحمة: جاء بصيغة النّكرة؛ لتشمل أكثر من معنى.
{فَمَنْ يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ}: الفاء: للتوكيد، من: استفهامية للعاقل، وتعني: المفرد، أو الجمع.
{يَنصُرُنِى}: ينجيني من عذاب الله.
{إِنْ عَصَيْتُهُ}: إن: شرطية؛ تفيد الاحتمال، أو الشّك في عصيانه؛ أيْ: عدم طاعته.
{فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ}: ما: النّافية.
{تَزِيدُونَنِى}: مضارع، وزيدت فيه نون الوقاية؛ للتوكيد على الزّيادة، أو المبالغة فيها.
{تَخْسِيرٍ}: تدلّ على الزّيادة في الخسارة، أو الخسران؛ أي: هو أشد الخسارة، ووردت هذه الكلمة تخسير في هذه الآية فقط في كل القرآن.
فما تزيدونني غير تخسير. التخسير: يدل على أمرين: أولاً: لم يربح في تجارته، ولم يحافظ على رأس ماله، بل خسر أيضاً رأس ماله.
أمّا الفرق بين الخسارة والخسران: فالخسران أقوى وأشد من الخسارة؛ كقوله: {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} الكهف: ٨٢، {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الزمر: ١٥. ارجع إلى سورة النساء آية (١١٩)، والآية (٢٢) من نفس السورة للمقارنة، ومعرفة معنى الأخسرون، والخسارة، والخسران.