سورة هود ١١: ٦٤
{وَيَاقَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}؟
{وَيَاقَوْمِ هَذِهِ}: نداء فيه استعطاف وتودُّد.
{هَذِهِ}: الهاء: للتنبيه، ذا: اسم إشارة يدل على القرب.
{نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً}: سمَّاها صالح ناقة الله تشريفاً للناقة الّتي هي معجزة من عند الله؛ فقد طلبوا منه معجزة، أو آية تثبت لهم نبوته فطلبوا أن يخرج لهم من إحدى صخور الجبل الصّماء ناقة، وسنرى ذلك في آيات وسور أخرى، قال: ناقة الله لكم آية: لكم خاصة، وليس لكلّ البشر، ولم يقل: ناقة الله آية لكم؛ لدل ذلك على أنّ الآية لهم ولغيرهم.
{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ اللَّهِ}: وقوله: ناقة الله، أو أرض الله؛ لأنّ كلّ ما في الكون من كائنات، ومملوكات هي لله سبحانه.
{فَذَرُوهَا}: اتركوها تأكل مما تشاء، وأين تشاء، وكيف تشاء، وليس عليكم رزقها، أو تدبيرها.
{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ}: ولم يقل: لا تقتلوها، بل نهى عن مجرد مس النّاقة بأيِّ سوء، أو أذى، بسوء نكرة مهما كان شكله، ونوعه، ولو كان أدنى القليل، وغيره من أنواع الأذى. والسّوء أعم من القتل؛ أيْ: يشمل القتل.
{فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}: قال لهم صالح هذا بعد أن عقروا الناقة قال: {تَمَتَّعُوا فِى دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}، ولذلك قال تعالى {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}، وفي بداية الدّعوة حذرهم، وقال لهم: {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} كما ورد في سورة الأعراف آية (٧٣)، وفي سورة الشعراء آية (١٥٦): {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} كان هذا في نهاية الدعوة والتحدي والإعراض. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٧٣) للمقارنة، وإلى الشعراء آية (١٥٦).