سورة هود ١١: ٨٢
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}:
{فَلَمَّا}: الفاء: للمباشرة، والتّعقيب؛ لما: ظرفية بمعنى: حين.
{جَاءَ أَمْرُنَا}: عذابنا.
{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا}: جعلنا: قرى قوم لوط عاليها سافلها؛ أيْ: قلبناها انقلاباً تاماً بعد رفعها إلى أعالي السّماء، ثمّ قلبها، وتركها تهوي على الأرض، ولذلك سميت المؤتفكات في سورة براءة آية (٧٠)
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا}: وأمطرنا على هذه القرى بعد تدميرها حجارة، والحجارة كانت من سجيل منضود، وقوله تعالى: (عليها): تعني على قرى قوم لوط، والقرية: تعني أهلها ومنازلها؛ أي: المطر أصاب الكل، وفي سورة الحجر آية (٧٤) قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ} ففي هذه الآية عاد وذكر أهلها للاهتمام والتوكيد، وإذا علمنا أن سورة هود نزلت (ترتيب النزول) قبل سورة الحجر (أي: ذكر الخاص بعد ذكر العام). ارجع إلى سورة الأعراف آية (٨٤) لمزيد من البيان.
{حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}: حجارة من طين طبخت بالنّار بدليل الآية الأخرى في سورة الذّاريات، الآية (٣٣): {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ}: طين قد تحجَّر، ولعلها تُشبه الأستروئيد الّتي هي أجزاء من الكواكب المتناثرة الّتي تسقط على الأرض.
{مَّنضُودٍ}: متتابع في النّزول، من النّضد: وهو وضع الشّيء بعضه على بعض؛ نضده: فهو منضود. ارجع إلى سورة الحجر، آية (٧٤)؛ لمزيد من البيان، وسورة النحل آية (٥٨).
وقد أثبتت الدراسات العلمية على هذه الحجارة الّتي لا زال بعضها موجود إلى يومنا هذا في مناطق قرى لوط أنها حجارة مركبة من كيماوية خاصة لا تخص الأرض.