سورة هود ١١: ٨٩
{وَيَاقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى أَنْ يُصِيبَكُمْ مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}:
{وَيَاقَوْمِ}: نداء فيه تودُّد، واستعطاف، والقوم: هنا تشمل الرّجال، والنساء.
{لَا يَجْرِمَنَّكُمْ}: لا: النّاهية.
{يَجْرِمَنَّكُمْ}: مشتقة من أجرمه؛ أيْ: دفعه، وحمله على فعل الجرم، أو الذّنب، والظّلم.
{شِقَاقِى}: لا يجرمنكم شقاقي: لا تدفعنَّكم، أو تحملنَّكم عداوتي، أو خلافي معكم، أو بغضكم لي على ارتكاب ما حرم الله تعالى من الشرك، وعدم القسط في الميزان والمكيال، والفساد، فخاف شعيب أن تكون دعوته للإصلاح سبباً؛ لإصرارهم على الكفر، والفساد، والمعصية؛ فيصيبهم مثل ما أصاب الأقوام الأخرى.
{أَنْ يُصِيبَكُمْ مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ}: أن: حرف مصدري؛ يفيد التّعليل، والتّوكيد.
{مِّثْلُ مَا}: ما: اسم موصول؛ أيْ: كالّذي أصاب قوم نوح من الغرق.
{أَوْ قَوْمَ هُودٍ}: من الرّيح الصّرصر العاتية، أو قوم صالح من الرّجفة.
{وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}: الواو: استئنافية؛ تفيد الاهتمام. ما: النّافية؛ أيْ: وما حدث لقوم لوط من الهلاك، والدّمار ليس ببعيد زماناً، ولا مكاناً؛ أيْ: منذ زمن قريب، ولا يبعدون عنكم كثيراً.