سورة هود ١١: ٨٨
{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}:
{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَّبِّى}: ارجع إلى الآية (٦٣) من نفس السورة؛ للبيان.
{وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا}: رزقني منه النّبوَّة، والعلم، والمعرفة.
{رِزْقًا}: نكرة تشمل كلّ أنواع الرّزق بما فيه المال، والطّعام، والملبس، والأهل.
{حَسَنًا}: الرّزق الحلال الطّيب الواسع، وتعني: كذلك المال وغيرها.
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}: أيْ: ما النّافية؛ أيْ: ليس في نيتي.
{إِنْ}: حرف مصدري؛ يفيد التّعليل، والتّوكيد؛ أن أنهاكم عن أمر، أو شيء، وأفعله، وإنما أنهى نفسي أوّلاً عن فعله، ثمّ أنهاكم عنه، أو كيف آمركم بالبرّ وأنا لا أفعله، كما جاء في قوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} البقرة: ٤٤.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}: إن: حرف نفي أقوى في النّفي من حرف ما؛ أيْ: ما أريد إلا الإصلاح.
{أُرِيدُ إِلَّا}: إلا: أداة حصر.
{الْإِصْلَاحَ}: ما أريد إلا محاربة الفساد، وأكل أموال النّاس بالباطل، والبخس، والتّطفيف والدّعوة إلى الله وحدَه، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر.
{مَا اسْتَطَعْتُ}: ما: حرف مصدري؛ استطعت: أيْ: سأحاول بقُصارى جهدي، واستطاعتي.
{وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ}: الواو عاطفة؛ ما: النّافية. وما توفيقي: للقيام بالإصلاح، ومحاربة الفساد، وقدرتي على إتمام ذلك يتوقف على تيسير الله، وعونه لي.
{إِلَّا}: أداة حصر، وقصر.
{بِاللَّهِ}: الباء: باء: الإلصاق، والتّوكيد.
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}: عليه أعتمد، وأفوض جميع أموري إليه؛ أيْ: أطلب منه العون في كلّ عمل بعد أن أقدِّم الأسباب الضّرورية.
{وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}: إليه تقديم الجار، والمجرور؛ يفيد الحصر. الإنابة: سرعة الرّجوع إلى الله، وتفيد الكثرة والإنابة، سواء أكانت بسبب ذنب، أم بدون ذنب؛ أي: الرجوع إلى الله بعد كل قول أو فعل، وأما التوبة: الرجوع إلى الله بعد صدور الذنب من العبد، والندم وعدم الرجوع إلى الذنب، والإكثار من العمل الصالح.