سورة البقرة ٢: ١٥٢
{فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلَا تَكْفُرُونِ}:
{فَاذْكُرُونِى}: الفاء: تعليلية، أو تفيد للتوكيد. اذكروني: بالطاعة، والعمل الصالح، والفرائض، والنوافل، والذكر من أعظم العبادات القلبية، مثل: الحمد، والتسبيح، والاستغفار، وقول: لا إله إلَّا الله، والتفكير بآيات الله، وقراءة القرآن، وتدبر آياته، اذكروني بالسر والعلن.
{أَذْكُرْكُمْ}: بالمغفرة والثواب.
وفي الحديث القدسي: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه» رواه البخاري.
{وَاشْكُرُوا لِى}: اشكروا المنعم على إنعامه عليكم شكراً يتعدَّى لذاته.
أما: {وَاشْكُرُوا لَهُ}؛ يعني: واشكروا له نعمه. ارجع إلى سورة الفاتحة آية (٢) لبيان معنى الحمد والشكر، والفرق بين الحمد والشكر.
والشكر لله؛ كما قال ابن القيم الجوزية: هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعةً.
وأركان الشكر: الاعتراف بنعم الله تعالى، والتحدُّث بها، والاستعانة بها على طاعة الله المنعم -سبحانه وتعالى- ، وكما قال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: ٧. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠) لمزيد من البيان.
{وَلَا تَكْفُرُونِ}: الواو: عاطفة. لا: الناهية.
{تَكْفُرُونِ}: بالله أو بنعمه، النون (نون الوقاية)؛ تفيد التّوكيد. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة.