سورة يوسف ١٢: ٦٢
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِى رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}:
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}: قال يوسف لفتيانه، جمع: فتى، جمعها: فتيان، والفتى، أو الفتيان: تطلق في القرآن على الفئة غير المؤمنة، أو العبيد، والفتى: كان اسماً للعبد في عرفهم صغيراً كان أو كبيراً، ويستعمل لقب الفتية للفئة المؤمنة؛ كفتية أصحاب الكهف. ارجع إلى الآية (٣٦) من نفس السورة.
{اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِى رِحَالِهِمْ}: البضاعة: العملة مثل الفضة، أو العملة المالية، أو الدّنانير، أو ما جاؤوا به من ثمن للميرة.
{فِى}: ظرفية.
{رِحَالِهِمْ}: جمع رحل، وهو ما يوضع على البعير من أمتعة، أو أوعية (جمع وعاء)؛ أيْ: أمر يوسف العاملين في الميرة (فتيانه) أن يعيدوا البضائع الّتي أحضرها إخوته لشراء القمح، ويضعوها في رحالهم، من دون أن يخبرهم بهذا حتّى تكون مفاجأة لهم بعد أن ينقلبوا إلى أبيهم.
{لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا}: لعلهم: للتعليل؛ أيْ: لكي يعرفونها: أكد بالنّون بدلاً من يعرفوها أنها بضاعتهم أعيدت إليهم.
{إِذَا}: ظرفية زمانية متضمِّنة معنى الشّرط؛ تفيد الحتمية، حتمية الحدوث.
{انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ}: أيْ: رجعوا إلى أهلهم، وانقلبوا تختلف عن رجعوا؛ الانقلاب؛ يعني: الرّجوع مع التّحول إلى وضع غير وضعه الأوّل، أو الحالة الّتي خرجوا فيها؛ أيْ: عادوا ومعهم الميرة، والطّعام بعد أن جاؤوا محتاجين.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}: لعلَّ: أداة رجاء، وتستعمل في الأمور المتوقع حدوثها.
{يَرْجِعُونَ}: بأخيهم بنيامين إلى يوسف، أو إلى أرض مصر مرة أخرى.