سورة يوسف ١٢: ٦٣
{فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}:
{فَلَمَّا}: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ لما: ظرفية زمانية بمعنى: حين.
{رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ}: عادوا إلى ديارهم، واجتمعوا بأبيهم.
{قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ}: قالوا: يا أبانا أُنذرنا بمنع الكيل منا في المرات القادمة إذا لم نحضر معنا أخانا لأرض مصر.
وجاء بصيغة الماضي بدلاً من قوله: سيمنع منا الكيل إن لم نأتِ بأخينا معنا في المستقبل؛ للدلالة على وقوع المنع بكلّ تأكيد.
{فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ}: فأرسل: الفاء: للتوكيد.
{نَكْتَلْ}: تعني: فأرسل معنا أخانا نكتل في المستقبل، ولأنّ كيله سيكون من نصيب الكلّ (العائلة بكاملها) قال: نكتل؛ أيْ: كيله يضاف إلى بقية الأكيال الّتي تخصُّ العائلة معاً؛ أيْ: كيل بنيامين وكيل بقية الإخوة كلّها تجمع معاً، وتستخدم، وتسخر لكلّ أفراد العائلة، والأب معاً؛ أيْ: إذ اكتال الواحد منهم كأنّ الكلّ اكتالوا.
وأما بالنّسبة للناحية اللغوية: فنكتل أصلها نكتال؛ فلما التقى ساكنان حذفت الألف، والألف منقلبة عن ياء، وأصل اللفظ نكتيل بفتح التّاء، وكسر الياء؛ فحدث إعلال بالتّسكين (سكنت)، ثمّ قلبت الياء ألفاً؛ لانفتاح ما قبلها، وتحركها في الأصل فأصبحت نكتل.
{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}: وإنا: للتوكيد.
{لَهُ}: اللام: لام الاختصاص له خاصة.
{لَحَافِظُونَ}: اللام: لزيادة التّوكيد؛ حافظون: من كلّ مكروه، أو أذى، وعلى حياته حافظون له في سفره معنا ولن نفرط به مهما حدث.