سورة البقرة ٢: ١٥٦
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}:
{الَّذِينَ}: اسم موصول، يفيد المدح والثناء عليه.
{إِذَا}: شرطية تفيد حتمية الحدوث وكثرته.
{أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ}: مصيبة نكرة؛ أي: مصيبة: والمصيبة كل ما يؤذي الإنسان في نفسه، أو ماله، أو عياله، ومن أعظم المصائب، أو الفتن: المصيبة في الدِّين.
{قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}: {إِنَّا}: أي: نحن.
{لِلَّهِ}: اللام لام الاختصاص الملكية؛ أي: نحن مُلك لله وعبيده، نتقبل ما يحدث لنا، وكل ما يحدث لنا، أو يُصيبنا، يحدث بإذنه، وبحكمة، وصلاح فهو أحكم الحاكمين، وإنا إليه راجعون، وتكرار {إِنَّا}: للتوكيد، وفصل كلاً من الملكية عن الرجوع، أو كلاهما معاً.
{إِلَيْهِ}: تقديم إليه يفيد الحصر؛ أي: إليه حصراً راجعون، بعد الموت، أو بعد البعث.
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}: أي: نقرُّ بعبوديتنا وملكنا، لله وحده، نؤمن بقضائه وقدره، ونؤمن بالبعث والحساب، وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الإصابة بمصيبة أن نقول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم، عن أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها إلَّا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها».