سورة يوسف ١٢: ١١١
{لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِى الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:
{لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ}: اللام: لام التّوكيد؛ قد: للتحقيق.
{كَانَ فِى}: ظرفية.
{قَصَصِهِمْ}: من القصص: قصَّ تتبَّع الأثر بلا زيادة، أو نقصان. ارجع إلى الآية (٣) من نفس السّورة.
{عِبْرَةٌ لِّأُولِى الْأَلْبَابِ}: عبرة: مشتقة من عبور النّهر، الانتقال من شاطئ إلى شاطئ؛ أيْ: تذكرة وعظة، أو الدلالة التي يعبر بها من منزلة الجهل إلى منزلة العلم.
{لِّأُولِى الْأَلْبَابِ}: الصّفوة من المؤمنين ذوي العقول النيّرة.
{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى}: ما: النّافية لكلّ الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ ما كان القرآن حديثاً يُفترى: الحديث هو الخبر قليله وكثيره؛ القرآن ليس أخبار كاذبة مختلَقة.
{وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ}: ولكن: حرف استدراك، وتوكيد.
{تَصْدِيقَ}: تصديقاً مؤيداً مطابقاً لكلِّ ما جاء في الكتب السّماوية السّابقة من الأصول الصحيحة.
{وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ}: تفصيلاً لكلّ ما يحتاجه البشر من الشّرائع، والأحكام، وأمور الدِّين، والحلال، والحرام، والأمر، والنّهي في حياتهم الدنيا ومعيشتهم.
{وَهُدًى}: مصدر هداية، أو هو الهدى، والهادي للحق، والصّراط المستقيم.
{وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: رحمةً يجلب لهم ما يسرُّ، ويدفع عنهم ما يضرُّ، وعلاجاً لمن وقع في المعصية، والوقاية من الشّرِّ، أو الوقوع في المعصية.
{لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: اللام: لام الاختصاص؛ يستفيد منه القوم المؤمنون خاصَّة.