سورة الرعد ١٣: ١
سورة الرعد
ترتيبها في القرآن (١٣)، وفي النّزول (٩٦).
{المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}:
{المر}: ارجع إلى الآية (١) من سورة البقرة.
{تِلْكَ آيَاتُ}: تلك: اسم إشارة؛ يشير إلى علو منزلة الكتاب، والآيات الآتية، أو الّتي سبقتها، أو الكل، وتفيد الكثرة.
{الْكِتَابِ}: أي: القرآن، وسمّي الكتاب؛ لأنّه مكتوب في الأسطر. ارجع إلى الآية (٢) من سورة البقرة، وأل التعريف: تفيد التّعظيم، وتعني: الكتاب التّام.
{وَالَّذِى}: اسم موصول، ويعني: الكتاب.
{أُنْزِلَ إِلَيْكَ}: أنزل إليك دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليلةَ القدر.
{إِلَيْكَ}: ولم يقل عليك، ارجع إلى سورة البقرة، الآية (٤)؛ للبيان.
{مِنْ}: من: ابتدائية.
{رَبِّكَ الْحَقُّ}: أي: الخالق، المربي، المدبر، المحيي، المميت، الرزاق؛ أي: القرآن، والحق: هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغير ولا يتبدل؛ أي: القرآن المحفوظ من التحريف، والتبديل.
وقوله تعالى: {وَالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْكَ}: هو عطف العام على الخاص (وهو الآيات).
ولا ننسى نهاية سورة يوسف آية (١١١) كيف وصف القرآن بقوله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
خمس صفات للقرآن، وبدأ سورة الرعد بقوله تعالى: {وَالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ} أضاف إلى الخمس صفات صفة أخرى: أنه الحق.
{وَلَكِنَّ}: لكن: حرف استدراك.
{أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}: لا يؤمنون بالله تعالى، ولا بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر؛ كقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} يوسف: ١٠٣.
ولو نظرنا إلى ترتيب النّزول؛ فقد نزلت سورة يوسف قبل سورة الرعد (انظر في ترتيب النّزول)؛ ففي نهاية سورة يوسف قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، وبداية سورة الرعد: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}؛ انظر التشابه بين نهاية سورة يوسف مع بداية سورة الرعد.