سورة الرعد ١٣: ١٢
{هُوَ الَّذِى يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}:
{هُوَ الَّذِى}: هو: ضمير يفيد التّوكيد؛ الّذي: اسم موصول.
{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}: يريكم: رؤية بصرية.
{الْبَرْقَ}: الّذي ينشأ عن اصطدام السّحب الرّكامية المشحونة بالشّحنات الكهربائية الموجبة، والسّلبية، وبسبب اختلاف أحجام هذه السّحب، وبالتّالي محتواها من الشّحنات الكهربائية يحدث التّفريغ الكهربائي الّذي يؤدي إلى تمدد الغلاف الغازي في منطقة التّفريغ؛ فتحدث الأصوات الرهيبة للرعد نتيجة تغيرات الضغط، والتّمدد، ودرجات الحرارة العالية، وهذا البرق الّذي يدوم بين جزء من (١٠٠) جزء من الثّانية، أو جزء من (١٠٠٠) جزء من الثّانية، ويحمل ما بين (١٢، ٠٠٠) إلى (٢٠٠، ٠٠٠) أمبير، وتؤثر الصّدمة الكهربائية النّاتجة عن البرق إلى إصابة الجهاز العصبي، والقلبي، واحتراق الجلد، وصعوبة في التّنفس؛ وقد يؤدي إلى صعق المصاب، والموت، إذا لم يسعف.
أمّا ما يدفع إلى الخوف من البرق؛ مثل: حصول الحرائق، وإتلاف الحرث، والزرع، وحدوث الصدمات الكهربائية التي تزهق أرواح بعض الناس، وأمّا ما يدفع إلى الطّمع الشّديد عند رؤية البرق هو الغيث، وبالتّالي الحرث، والزّراعة، والفواكه، والثّمرات.
وكذلك البرق حين يحدث يؤدي إلى أكسدة كثير من عناصر الغلاف الغازي للأرض؛ فالنتروجين يتحول إلى أكسيد النتروجين، وإلى أكسيد الكربون، وأكسيد الكبريت؛ هذه الأكاسيد تذوب في الماء النازل؛ فتزيد خصوبة الأرض، وما يصاحب ذلك من خير في الزرع، والثمار.
{وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}: أي: السّحب الرّكامية المملوءة بالمطر الشّديد. وهناك السحب الطباقية القريبة من سطح الأرض ويكون سمكها قليلاً، ولا تؤدي إلى المطر، وأما السحب الركامية الّتي كالجبال، ووزنها بالأطنان، ومع ذلك تحملها الرياح، وتتشكل من اصطدام السحب المختلفة في شحناتها الكهربائية؛ مما يؤدي إلى ارتفاعها إلى أعلى مما يؤدي إلى تبردها، وتزداد الرطوبة فيها، وبخار الماء، وحينما تصل إلى حد ما تتراكم على الجانبين؛ حيث تقل قوة الدفع من أسفل، ولا تعود قادرة على رفعها أكثر من ذلك؛ فتتكون السحب الركامية الّتي تشبه تضاريس سطح الأرض. ارجع إلى سورة النور، آية (٤٣).
والرعد، والبرق يصاحب السحاب الثِّقال فقط؛ أي: السحب الركامية.