سورة الرعد ١٣: ١١
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}:
{لَهُ}: للإنسان؛ اللام: لام الاختصاص، والهاء: تعود للإنسان.
{مُعَقِّبَاتٌ}: ملائكة يتعاقبون عليه بالليل، والنّهار؛ لحراستة، وكتابة أعماله، وحفظه من المضار، ومراقبة أحواله، والتّعقيب: العود بعد البدء، وسميت الملائكة معقبات؛ لأنّهم يعودون عليه المرة بعد الأخرى؛ ملائكة في الليل تعقب ملائكة النّهار، ويسمون الحفظة، وقيل: اثنان بالنّهار، واثنان بالليل. ومعقبات: هذه التّاء ليست تاء التّأنيث، ولكنها تاء المبالغة، وأصلها: مَلَك معقِب.
{مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}: من أمامه، ومن خلفه؛ أي: يحرسونه من أمامه، ومن خلفه.
{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}: يحفظونه: يحرسونه، وقيل: يحفظونه من السّوء، ومن كلّ ما يضر به؛ أي: يحفظونه بأمر صادر من الله سبحانه، وبإذنه.
{مِنْ}: للابتداء، وليس كما يظن البعض يحفظونه من قدر الله، وقضائه، حتّى إذا جاء أمر الله، أو قدر الله وقضاؤه، خلَّوا بينه وبين أمر الله؛ فهم لا يعارضون أمر الله وقدره.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ}: إنّ: للتوكيد؛ لا: النّافية للجنس تشمل كلّ الأزمنة.
{لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ}: من نعمة، وصحة، وأمن، أو من فقر، ومجاعة، وضنك العيش.
{حَتَّى}: حرف غاية نهاية الغاية.
{حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}: من الكفر، والجحود، والمعاصي، والفساد، أو الإيمان.
{وَإِذَا}: ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشّرط.
{أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا}: مثل العذاب، أو البلاء، أو الهلاك، أو صيحة، أو زلزلة، أو خسف.
{فَلَا}: الفاء: رابطة لجواب الشّرط؛ لا: نافية للجنس.
{مَرَدَّ لَهُ}: أي: لا يرده، أو يمنع وقوعه أيُّ شيء حتّى الملائكة المعقبات وغيرها.
{وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}: وما: للنّفي، وما لهم من دون الله؛ أي: غير الله.
{مِنْ}: استغراقية تستغرق كلّ وال (ناصر معين حافظ مانع)، وتفيد التّوكيد، ونظير هذه الآية هي قوله تعالى في سورة الأنبياء، الآية (٤٢): {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ}؟ الجواب: لا أحد.