سورة إبراهيم ١٤: ٨
{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ}:
جاءت هذه الآية في عقب الآية (لئن شكرتم لأزيدنكم)؛ حتّى لا يظن أحد من قوم موسى (بني إسرائيل)، أو غيرهم أنّ الله سبحانه بحاجة إلى شكرهم، أو عبادتهم، فأراد الله سبحانه مسح هذا الاعتقاد من عقول خلقه على لسان موسى بقوله:
{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا}: إن: شرطية تفيد الاحتمال والشّك. والكفر: هو إما كفر عقيدة، أو كفر لنعم الله تعالى؛ أي: جحود لها وسترها.
{أَنتُمْ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا}: أنتم: للتوكيد.
{وَمَنْ}: للمفرد، والمثنى، والجمع، وللعاقل؛ ومن: استغراقية تشمل كلّ من في الأرض.
{فِى الْأَرْضِ}: في ظرفية للمظروف؛ أي: من في الأرض، ولم يقل: على الأرض؛ لأن الطبقة الغازية المحيطة بالأرض تابعة للأرض فنحن نسير في الأرض.
{جَمِيعًا}: للتوكيد مرة أخرى.
{فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ}: فإن: الفاء: للتوكيد؛ إنّ: للتوكيد أيضاً.
{لَغَنِىٌّ}: اللام: للتوكيد من غناه؛ غني عنكم، وعن إيمانكم وشكركم وطاعتكم.
{حَمِيدٌ}: ارجع إلى الآية (١) من نفس السّورة؛ للبيان.